كان أديب روسيا العظيم تولستوي معجبا بالنبي محمد وتوصل من خلال دراسته للإسلام إلي أنه رسالة إنسانية راقية ودعوة للخير والمحبة . ألف تولستوي كتابا عن الرسول وصفه فيه بأنه من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني، يكفيه فخرا أنه هدي أمة بأكملها إلي نور الحق وجعلها تجنح للسكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء وفتح لها طريق الرقي، فهو رجل جدير بالاحترام والإجلال. هذا ما يذكره أحمد صلاح الدين في كتاب "ورثة تولستوي" على جسر كوزنيتسكي، الذي هو بالأساس كتاب عن الأدب الروسي لكن جذبني ما ذكره تولستوي عن النبي وكذلك الأحاديث ذات الحس الإنساني التي اختارها ليضمها كتابه "حكم النبي محمد" منها: - قل الحق ولو كان مرا - حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات- - ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء- - لا تميتوا قلوبكم بكثرة الطعام والشراب- - أفضل الصدقة اصلاح ذات البين وحفظ اللسان - الجليس الصالح خير من الوحدة والوحدة خير من جليس السوء - من كظم غيظا وهو يقدر علي إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا - آفة الدين ثلاثة: فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل - آفة العلم النسيان وإضاعته أن تحدث به غير أهله - الكذب مجانب للإيمان - لا عبادة كالتفكر - حبك الشئ يعمي ويصم - لا يكمل إيمان المرء حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه - أول ما خلق الله العقل، وقال له ما خلقت خلقا أحب إلي منك ، بك آخذ وبك أعطي وبك أثيب وبك أعاقب. - ليس الشديد بالسرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب - من ظلم أجيرا إجره حرم الله عليه ريح الجنة - زين الله السماء بثلاث الشمس والقمر والكواكب، وزين الأرض بثلاث : العلماء والمطر وسلطان عادل - من أخذ من أموال الناس يريد اتلافها أتلفه الله عز وجل - دخل عمر بن الخطاب علي رسول الله وهو نائم علي حصير آثر في جنبه فقال: يا نبي الله لو اتخذت فراشا، فقال مالي والدنيا، ما مثلي والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح عنها وتركها. إنه الإسلام دين الرحمة والسلام الذي يمكن له أن يبهر العالم بسماحته قبل أن يتم تشويهه من مرتزقة الدين والسياسة كداعش والقاعدة وغيرهما من أعداء الإنسانية والحياة.