قال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق إن الحرية في العالم العربي لا تكفي روائيا واحدًا، "كما قال الأديب الراحل يوسف إدريس"، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية قبل هذا العهد، وفي خلال هذا العهد، "لن تعترف بأن الأدباء والمبدعين ينبغي أن يكونوا أحرارًا، ولم يتعمق في فهمها أن الحرية ضرورية، وحق لكل مواطن". وأضاف عصفور، في مؤتمر "الحماية القانونية لحرية الفكر والتعبير.. نحو مجتمع حر ومبدع"، الذي بدأت فعالياته مساء اليوم الخميس، بالمجلس الأعلى للثقافة أن الحرية يعوقها أمران، "الاستبداد السياسي والتعصب الديني، وهما المفتاح السحري، لكن ونحن نعيش في فترات نفترض أن 30 يونيو جاءت لنا بنوع جديد من الحرية، وأن الحكم الديني الذي حاول الإخوان أن يرسخه قد ذهب، ولكن هل استطاع الأدباء أن ينعموا بحرياتهم في الكتابة والإبداع؟ لا أظن". وأوضح عصفور أن الحقبة الليبرالية، الثلاثينيات والأربعينيات، لم تر قمعًا للحرية الإبداعية والفكرية والثقافية، "كما يحدث الآن"، مضيفا: إن المادة 68 من الدستور المصري، قُذف بها إلى النسيان وتعمد القاضي مرتين على الأقل في قضية أحمد ناجي، حيث كنتُ أحد الشهود، وأشهد أنني لم أسمع خطابًا سلفيًا داعشيًا من وكيل النيابة كهذا". وأشار عصفور إلى أن القضاء في مصر يخضع للحظ، لأن كل قاض يحكم بعقيدته، فقد يقع الكاتب في يد قاض مستنير، أو غير مستنير، موضحًا أنه في عهد السادات استطاعوا أن يتدخلوا في القضاء ويسيطروا على بؤر كثيرة في القضاء، على حد تعبيره. فيما قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، رئيس بيت الشعر، إن حرية التفكير والتعبير حق مقدس، ولكن "علينا أن نعترف أننا لم نتمتع بحرية التعبير والتفكير يومًا واحدًا إلى اليوم، وربما مرت علينا لحظات عابرة لم نتمتع بها بحرية التعبير والتفكير، وإنما كل من حدث أننا تمتعنا بشيء من التسامح مع أصحاب الفكر المختلف". وأضاف حجازي، أن حرية التفكير والتعبير في تاريخنا "مقموعة، حتى في العصور الإسلامية الأولى، فلم تكن هناك أية حرية، ونستطيع فقط أن نستشهد بالنصوص القرآنية، التي تنص على حرية الفكر والاعتقاد فحسب". ورأى حجازي أن "الإخوان المسلمين"، "هذه الجماعة الإرهابية ظهرت عام 1928، لكن هذا الفكر الإرهابي الذي تبنته، كان له ممثلون في الأزهر، وهم الذين أحالوا طه حسين عندما أصدر كتابه "في الشعر الجاهلي" للمحاكمة، كذلك فصلوا الشيخ علي عبد الرازق". ورأى حجازي أننا جميعًا "ضحايا القمع الفكري، والذين يقولون إن المثقفين المصريين، ليس على رؤوسهم ريشة، "كلام فارغ"، لأنهم يعبرون عن جموع الشعب"، مشيرًا إلى أن المادة الثانية من الدستور، "أس البلاء"، والمثقفون المصريون ليست لهم أية خصوصية، لأن "السلطة تسمح لنفسها أن تفترس وتعتدي علي حقوق الكتاب".