أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سعادته بالتحدث أمام الاجتماع العاشر لمجلس الأعمال المصري الياباني في أول زيارة رسمية له لليابان، وقال إن المجلس من أبرز الفاعلين في العلاقات المصرية اليابانية. وأكد الرئيس السيسي، في كلمته خلال الاجتماع، أن اليابان نموذجا اقتصاديا ملهما حيث نجحت في تجاوز تحديات جمة وجمعت بين التقدم المادي والرقي الإنساني وحرصت علي عدالة توزيع الثورة ويشهد التاريخ علي تميز العلاقات المصرية اليابانية التي تمتد لأكثر من 150 عاما عندما أرسلت اليابان بعثة للوقوف على أسباب رقي الأمم وتوقفت كثيرا أمام تجربة مصر. وأضاف السيسي أن العلاقات بين البلدين تطورت بشكل ملحوظ العام الماضي وشهدت تبادل الزيارات ومنها زيارة رئيس الوزراء الياباني لمصر والقطاع الخاص، موضحا أن زيارته الحالية لليابان تجسد تفعيل لإستراتيجية الانفتاح على الشركاء الدوليين وتنويع شبكة العلاقات الخارجية في مختلف المجالات. وأضاف أن مصر أتمت خطوات البناء بانتخاب وبدء عمل البرلمان وأرست نموذجا للتحول الديمقراطي رغم التحديات واستعادت تماسك وهيبة الدولة ومؤسساتها وتوفير مناخ آمن للاستثمارات وبدأت تنفيذ برنامج شامل للتنمية المستدامة حتي عام 2030 والعمل علي القضاء علي البيروقراطية وتشجيع القطاع الخاص في المشاركة في النهوض بالاقتصاد. ونوه السيسي بتحسن مؤشرات الاقتصاد المصري وتحسن تصنيف المنظمات الدولية لمصر وتحويل مصر إلي دولة عمليات في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية مما يعكس شهادة بسلامة مسار التحول الاقتصادي وإطلاق العديد من المشروعات العملاقة وعلي رأسها قناة السويس الجديدة التي تعكس ثقة الشعب المصري الذي وفر تكاليف البناء في 8 أيام فقط، بالإضافة إلى تطوير محور منطقة قناة السويس الذي يمثل فرصة واعدة أمام الشركات اليابانية فضلا عن شبكة الطرق واستصلاح المليون ونصف فدان وإنشاء العاصمة الإدارية الجدية . وقال السيسي إن مصر تشهد عصرا تنمويا جديدا وتطلع إلي تعزيز التعاون مع الشركاء في العالم وعلى رأسهم اليابان ونسعى لشركة حقيقة مع اليابان لدعم النهضة التنموية مع مصر، مؤكدا أهمية التعاون لتوفير التمويل اللازم للاستثمارات اليابانية إلي مصر. ودعا إلي العمل علي تسهيل نفاد المنتجات المصرية إلي السوق اليابانية، قائلا إن مصر تدرك وجود بعض المعوقات التي واجهات الشراكات وأنا عازم على إيجاد حلول سريعة ومستدامة لتلك الاستثمارات. وقال انه يتطلع إلي النتائج الإيجابية التي يخرج بها اجتماع اليوم لتحقيق التواصل المنشود بين القطاعين الخاص والعام في البلدين. وكانت قد انطلقت صباح اليوم الأربعاء بالعاصمة اليابانيةطوكيو أعمال الاجتماع العاشر لمجلس الأعمال المصري الياباني بحضور رجال الأعمال من الجانبين. وأشار ساتوشي أوا رئيس اللجنة المصرية اليابانية المشتركة في كلمته أمام الاجتماع، إلى أن اللجنة عقدت اجتماعها التاسع بالقاهرة العام الماضي بعد انقطاع لمدة 7 سنوات. وأضاف أن مصر تسير بثبات علي طريق النمو، حيث توقع صندوق النقد الدولي نمو 6.5٪ مقابل 2٪ عام 2014 كما يتوقع انخفاض التضخم بفضل الاستثمارات الأجنبية وتحويلات المصريين العاملين في الخارج. وأشار ساتوشي أوا إلى أن اليابان تقدم الدعم المكثف لمصر في مجالات الجامعة المصرية اليابانية وبناة مصفاة بترول ومترو الأنفاق وتوسيع مطار برج العربي وتوليد الكهرباء. وتوقع أن تسهم زيارة السيسي في تعزيز العلاقات بين البلدين، وقال إن مصر تجذب الشركات الكبري لأهميتها وموقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط وإفريقيا وبالقرب من أوروبا، فضلا عن تعداد السكان الذي يجعل مصر سوق استهلاكية واعدة تجذب المستثمرين . ووفقا لاستطلاع رأي أجرته الوكالة اليابانية للتجارة الخارجية فإن أكثر من 70٪ من الشركات اليابانية العاملة في مصر تعتزم زيادة استثماراتها في مصر. وقال ساتوشي أوا إن اللجنة المشتركة تسهم في تطوير أعمال الشركات اليابانية في مصر لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأضاف أنه يأمل أن تسهم الزيارة والمؤتمر في تحقيق نتائج جيدة. ومن جانبه، قال محمود العربي رئيس مجلس الأعمال المصري الياباني إن زيارة الرئيس لها دلالات عميقة لتوطيد العلاقات بين الشعبين الصديقين التي أصبحت وثيقة بشكل اكبر خلال السنوات الأخيرة . وأضاف أن السنوات الأخيرة شهدت نجاحات عديدة في التجارة والصناعة والاستثمار حتي في أصعب الظروف. ونوه بمواقف رجال الأعمال اليابانيين في دعم مصر، داعيا اليابانيين إلي الإسهام في دفع عجلة التنمية والاقتصاد في مصر في كافة المجالات. ونوه بتعاون اليابانيين في السبق في التعاون مع الشعوب التي تثبت جديتها في العمل. وأشار العربي إلي أن الأسواق المصرية والمحيطة بمصر يمكن النفاذ إليها بسهولة بالمنتجات اليابانية المصنعة في مصر بفضل اتفاقات الشراكة بين مصر والعديد من المناطق الإقليمية المجاورة. ونوه إلى أن التجربة اليابانية تلهم بقوة المصريين لتحقيق طفرة شبيهة وتحقيق مصالح البلدين. وشدد علي تذليل كافة العوائق أمام الاستثمارات اليابانية لتمتزج الخبرات والتكنولوجيا اليابانية بالسواعد المصرية. ودعا إبراهيم العربي السائحين اليابانيين إلي العودة إلي مصر للاستمتاع بالجو الرائع والحضارة العريقة في مصر. من ناحيته، أشار يوسكي تاكاجيا نائب وزير التجارة والاقتصاد الياباني إلي أن مصر باد كبير يلعب دور كبير في استقرار الشرق الأوسط كما يلعب دور هام في الربط التجاري بين أوروبا وآسيا وأوروبا من خلال قناة السويس، منوها لخطط الحكومة المصرية الرامية للنهوض بالاقتصاد المصري. وأشاد بتطور العلاقات بين البلدين وزيادة الاستثمارات اليابانية في قطاعات السيارات والطاقة والكهرباء والمياه ومشروعات البنية التحتية والأجهزة الكهربائية والاستفادة من التكنولوجيا اليابانية بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين. وتوقع توقيع مذكرة تفاهم بين الشركات المصرية واليابانية كثمرة للجهود المبذولة من مسئولي البلدين في قطاع الأعمال . وأضاف أن مساعي توطيد العلاقات بين البلدين لا تقتصر علي حكومتي البلدين بل تمتد أيضا للقطاع الخاص في البلدين. ودعا إلي أن يسهم اجتماع اليوم إلى مزيد من توطيد التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات. ومن ناحيته، قال أشيجي رئيس منظمة اليابان لتطوير التجارة الخارجية نسعي لتطوير التجارة والاستثمار مع مصر ولها مكتب في القاهرة عام 1955 ضمن 73 لها في الخارج ، والمنظمة تولي أهمية للعلاقات مع مصر التي تعد بلدا جاذب للاستثمار الياباني ونسعي لتعزيز الاستثمار في مصر من خلال مد الشركات اليابانية بمعلومات حول الاستثمار في مصر وتسهيل الاستثمار الياباني في مصر ونلعب دور الوسيط بين الحكومة المصرية والمستثمرين اليابانيين وتسهيل عملهم في مصر. وأضاف " نعمل على تقديم الدعم لتأسيس منظمة مصرية علي غرار المنظمة اليابانية، وأنه سيتم عقد مؤتمر تيكاد للتنمية اليابانية في إفريقيا ومعرض تيكاد لعرض التكنولوجيا اليابانية". وأكد أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تسير نحو الاستقرار التام، مشيرا إلى أن الجانب الياباني يعطي أهمية كبري لهذا الاجتماع.