عقد المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية اليوم الثلاثاء، بأحد فنادق القاهرة، مؤتمرا للإعلان عن تفاصيل الاجتماع الاستثنائي غير العادي الثالث عشر، المعني بقضايا اللاجئات والنازحات، وذلك بحضور ممثلين عن 13 دولة عربية. في البداية تشير ميرفت التلاوي مدير منظمة المرأة العربية، إلى أن المنطقة العربية تمر بظروف قاسية للغاية نظرا لوجود أطراف خارجية، لم تسمها، تسعى لتغيير تركيبة السكان على أسس طائفية، ترتب عليه زيادة أعداد اللاجئين والنازحين، مما حدا بالمنظمة لوضع تلك القضايا على رأس أولوياتها وشاغلها الأكبر. وتابعت "التلاوي" بأن العدد الكبير من اللاجئين السوريين، والمقدر ب4 ملايين، أظهر فشل الأممالمتحدة في القيام بدورها، فضلا عن عدم تفعيل القانون الدولي الإنساني كما يجب. كما لفتت التلاوي، إلى الجهود التي تبذلها المنظمة وبالتعاون مع المعهد الدبلوماسي بالخارجية المصرية من أجل تدريب النساء العربيات على حفظ السلام، مشيرة إلى بعض تلك النماذج الناجحة، منها: ترأس سيدة لقوات حفظ السلام بكوسوفو، كذاوجود ضابطة مصرية بالمغرب. ومن أجل معرفة الأوضاع المعيشية للاجئين، تضيف التلاوي بأن نتائج زيارة المنظمة ل4 دول، كشفت عن نقص شديد في التمويل للنازحين الجدد، إلى جانب قلة دور مؤسسة "الأونروا" المعنية بالفلسطينيين. وقالت ردا على سؤال ل"بوابة الأهرام" حول آلية تعاطي المنظمة مع قضايا لجوء ونزوح الأطفال غير المصحوبين بذويهم، إن الحل يأتي كخطوة لاحقة على سفر هؤلاء الأطفال عن طريق الاتصال بحكومات الدول المستضيفة،فضلا عن ضرورة التنسيق مع الدول العربيةمن أجل استخراج أوراق توضح هوياتهم الحقيقية تعمل على سرعة ادماجهم بالدول المستضيفة. وتابعت بأن هؤلاء الأطفال يعانون مشاكل جمة، متعلق أغلبها بسوء الأوضاع الصحية والتعليمية. من جانبها، تشير وزيرة الشئون الاجتماعية بالمغرب، بسيمة الحفناوي، إلى غياب التنمية في ظل الحروب أو في وضعية اللا سلم، فضلا عن دور تلك الحروب في زيادة معاناة المرأة بصورة أكبر من الرجل. واستنكرت "الحفناوي" عدم إثارة المرأة العربية لقضايا التهميش الذي تعانيه، فضلا عن إهمال النظام الدولي، وجامعة الدول العربية لقضاياها، لافتة إلى اهتمام المنظمة بقضايا مثل: نزوح الأسرة، والهجرة من دولة إلى أخرى. وبدورها، أعربت ممثل لبنان لدى منظمة المرأة العربية، فادية كيوان، عن سعادتها لتأسيس منظمة المرأة العربية، كونها أظهرت، بداية، مستوى الوعي لدى القادة العرب بقضايا المرأة، مشيرة إلى الاهتمام بها في مجالي التربية والتعليم. ولكنها عادت لتشير في حزن، إلى التراجع الكبير الذي تعانيه المرأة العربية، حاليا، بسبب تفكك الأسرة، وزيادة نسبة المهاجرات لأوروبا جراء الحروب، واصفة مؤتمر، اليوم، ب"الصرخة" تجاه تلك الأوضاع المأساوية. كما أوضحت أن المرأة العربية أضحت "ضحية" وبامتياز للعنف "الممنهج" ضدها، مشيرة إلى تراجع معدلات الانخراط المدرسي للفتيات بمراحل التعليم المختلفة، مطالبة المجتمعين العربي والدولي بضرورة الاهتمام بالمرأة. وكرد على سؤال ل" بوابة الأهرام" حول أكثر أشكال التمييز ضد المرأة والمنتشرة بين الدول العربية كافة، فقالت إن أغلبها ما يكون متعلقا بقوانين "الأحوال الشخصية" والمعني أغلبها بقضايا الإرث. وأضافت أن دعم المرأة يجب أن يكون بتوفير برامج خاصة بها تعمل على إكسابها مهارات تربوية وتعليمية، تمكنها من العمل ب "المدارس الأهلية" المزمع إنشاؤها خلال المرحلة المقبلة، وكخطة تجريبية، للحد من "الأمية" المنتشرة في مخيمات اللاجئين والنازحين. أما فاطمة بنت حبيب، وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة الموريتانية، فأكدت على أن المرأة نصف المجتمع، ومن ثم يجب إعطاؤها الدور المناسب، وإشراكها في جميع المجالات، موضحة أن المرأة أكثر المتضررين من حالات عدم الاستقرار. وأشارت فيما يتعلق بأوضاع اللاجئات، إلى ضرورة إيجاد حل سريع لمحاولة إسعافهم، وخروجهم من الأوضاع الحالية. وكعرض لتجربة دولتها، قالت وزير ثقافة الأردن، "لانا مامكغ" إن الأردن استقبل ما يقرب من مليون وثلاثمائة ألف لاجئ سوري، مشيرة إلى الزيارة التي قامت بها "ميرفت التلاوي" لمخيمات اللاجئين في الأردن، كما لفتت إلى اتخاذ الدول المستضيفة للاجئين شعار "ساعدونا حتى نساعدهم"، خلال مؤتمر لندن الأخير. وأضافت بأن هناك جيل لا يعرف المدرسة ولا قيمة الوطن، وأضحى وطنه الأول هو "المخيم"، مشددة على أثر ذلك في ترك "بصمة نفسية" لدى هؤلاء الأطفال، لافتة إلى قوة التأثير الذي تلعبه المرأة على الطفل والأسرة العربية. وأكدت أن مساعدة اللاجئين والنازحين ليست بالعطايا المالية فقط، وإنما ترتبط بالعامل الإنساني كذلك. وركزت، فريال سالم، مستشار الرئيس الفلسطيني، على واجب المنظمات الدولية في إيجاد حل لقضايا اللاجئين، كذا توفير بدائل آمنة لهم، مشيرة إلى زيارة وفد نسائي برلماني من أجل مشاهدة الأوضاع الحقيقية للاجئين الفلسطينيين، والممتدة منذ سبعين عاما.