قصفت تركيا التي حملت المتمردين الأكراد على أراضيها وأبرز فصيل كردي سوري مسؤولية تفجير بالسيارة المفخخة استهدف قافلة عسكرية موقعا 28 قتيلا في أنقرة، ليل الخميس الى الجمعة مناطق كردية في شمال محافظة حلب السورية. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو الخميس إن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا يقفان وراء الهجوم. وصرح داود اوغلو "بأن هذا الهجوم الإرهابي نفذته عناصر من المنظمة الإرهابية في تركيا (حزب العمال الكردستاني) وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا"، مضيفا أن "للهجوم صلة مباشرة بوحدات حماية الشعب الكردية". لكن صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب ، قال في اتصال هاتفي مع فرانس برس "ننفي أي ضلوع في هذا الهجوم"، مضيفا أن "هذه الاتهامات مرتبطة بشكل واضح بمحاولة التدخل في سوريا". كما نفى المسؤول في حزب العمال الكردستاني جميل بايك بدوره ضلوع حزبه في التفجير. لكن اردوغان رد على هذا النفي وقال للصحافيين "رغم أنهم يقولون أن لا صلة لهم بهذا الهجوم، فان معلومات وزارة الداخلية واجهزة الاستخبارات تظهر انهم المسؤولون". وقبل أربعة أشهر استهدفت أنقرة بهجوم انتحاري أوقع 103 قتلى ونسبته السلطات لتنظيم داعش. وبعد عامين من وقف إطلاق النار استؤنفت المواجهات الدامية صيف 2015 بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية. وصباح الخميس تعرضت قافلة عسكرية لهجوم في هذه المنطقة قتل فيه ستة عسكريين على الاقل. وجاء تفجير الأربعاء الدامي في وقت تقصف فيه المدفعية التركية منذ 13 فبراير مواقع وحدات حماية الشعب في مناطق قريبة من الحدود التركية. وكان المقاتلون الأكراد أحرزوا تقدما في هذه المنطقة بعد معارك مع فصائل مقاتلة معارضة للنظام، ويحاولون التقدم نحو مدينة أعزاز القريبة من الحدود التركية. واستهدفت المدفعية التركية مساء الخميس مناطق سيطرة الأكراد في محافظة حلب في قصف هو الأعنف منذ بدأت تحركها عسكريا ضدهم في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "المدفعية التركية تقصف مناطق سيطرة الاكراد في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي منذ خمس ساعات من دون توقف". وأضاف أن القصف التركي لم يقتصر هذه المرة على مناطق سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية حديثا، وانما مناطق الاكراد في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي والتي تعرف بمقاطعة عفرين. وكان المرصد أفاد ليل الأربعاء الخميس أن ما لا يقل عن 500 مقاتل سوري معارض عبروا الحدود التركية إلى أعزاز. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان عبور المقاتلين تم "بإشراف من السلطات التركية". وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديموقراطي وجناحه العسكري "وحدات حماية الشعب" "منظمتين إرهابيتين" على ارتباط بمتمردي حزب العمال الكردستاني. وتصنف الولاياتالمتحدة أيضا حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية". لكنها تتعاون مع وحدات حماية الشعب وتسلحها في اطار الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. وكتب نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين اكدوغان على تويتر أن "نفاق من يرسلون أسلحة إلى المنظمات الإرهابية ويوجهون إلينا رسائل تعزية يجب أن يتوقف". وتمت الخميس "دعوة" سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا إلى وزارة الخارجية التركية لإبلاغهم بتفاصيل التحقيق، وفق ما أفاد مسؤول في الخارجية لفرانس برس، وخصوصا ضلوع الاكراد في الهجوم. ورفضت واشنطن تحديد الجهة المسؤولة عن هجوم أنقرة داعيا السلطات التركية والمقاتلين الاكراد في سوريا الى التحلي بضبط النفس. وأعلن اردوغان ان الشرطة التركية اوقفت 14 شخصا خلال التحقيق. وبحسب داود اوغلو فإن "اسم منفذ الاعتداء صالح نصار وقد ولد في عام 1992 في مدينة عامودا بشمال سوريا". وأوردت صحيفتا يني شفق (المؤيدة للحكومة) وشوجو (المعارضة) ان الشرطة الجنائية حددت هوية الانتحاري المفترض الذي تمزق اشلاء في الانفجار من خلال بصماته المسجلة لدى مصلحة الهجرة عند دخوله مؤخرا إلى تركيا بصفته لاجئا. وكعادته أشار داود اوغلو الى "مسؤولية" الرئيس السوري بشار الأسد وقال "نحتفظ بحق اتخاذ أي إجراء ضد النظام السوري". كما حذر روسيا حليفة دمشق، قائلا "إذا استمرت هذه الأعمال الإرهابية فستحمل (موسكو) المسؤولية". وكما توعد اردوغان مساء الأربعاء، شن الطيران الحربي التركي غارات على أهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بناء على معلومات استخباراتية افادت عن وجود عشرات المقاتلين بينهم قيادي في المنطقة، كما أعلن الجيش. وجددت تركيا التي تخشى قيام حكم ذاتي كردي على حدودها يشجع أكراد تركيا على المطالبة بالمثل، هذا الأسبوع المطالبة ب"منطقة آمنة" في سوريا تشمل أعزاز.