اختتم "هلا فبراير" المهرجان الغنائي الأكبر في الكويت لياليه الغنائية الساحرة، بليلة بدت كألف ليلة وليلة،حيث جمعت تشكيلة غنائية رائعة من المطربين تميزت بالتناغم في الصوت، والأداء، والإحساس العالي، و يتمتعون، في الوقت نفسه، بنجومية كبيرة على مستوى الخليج، والوطن العربي، وهم هند البحرينية، والنجمان الكبيران حسين الجسمي من الإمارات، وشيرين عبدالوهاب من مصر، الذين تألقوا بكل أنواع الغناء الطربي، من الرومانسية ، إلى الشجن ، للسريع الراقص، حتى أن تذاكر الحفل نفدت قبل الحفل بأيام ، من فرط تهافت الجمهور عليهم. وجاءت الوصلة الغنائية الأولى من نصيب هند، التي قدمتها مقدمة الحفل فاطمة دشتي، ورافقتها الفرقة الموسيقية بقيادة مدحت خميس، وكانت بداية أغنياتها بعنوان "ربيع القلب "، وسرعان ما انسجمت مع الجمهور الذي شجعها، وصفق لها ، فانطلقت في غناء "من الأخر "و"ياللي تحبون النبي"و"سما ثانية"و"إشمعنى أنا "و"كذاب يحلف كذب "،وهذه الأغنية الأخيرة غنتها برتم سريع، مع تصفيق وتفاعل الجمهور،بعدها شدت ب "ملح الحياة"و"مريض المحبة "و"ماني على كيفك"،واختتمت وصلتها ب"ميدلي" أغنيات وطنية للكويت ،هي : "ياحلو الكويت "و"أنا كويتي أنا " و"الكويت تنحط على الراس"، لتشعل الصالة هتافًا وتصفيقًا. ثم جاءت الوصلة الثانية للنجمة المصرية شيرين، التي قدمتها المذيعة اللبنانية لتلفزيون المستقبل اللبناني رشا الخطيب، ورافقتها الفرقة الموسيقية بقيادة سعيد كمال، وقد ظهرت شيرين في كامل أناقتها، على خشبة المسرح، بفستانها الأصفر، الذي خطف عيون الجمهور، وفي أعلى حالاتها المزاجية ، فبدت كنجمة تتلألأ فوق خشبة المسرح، وهي تغني بدلال، وتتراقص بفستانها مثل طفلة شقية بريئة، وترد تحيات الجماهير مع كل أغنية بضحكات كلها فرح. بدأت شيرين وصلتها بأغنية "طريقي"ثم "مش عايزة غيرك "،واستبقت أغنية "على مين الملامة"بموال طربي، استعرضت قيه قدراتها الصوتية، وتمايلت بالجمهور يمنة ويسرة، وهي تتماوج بطبقات صوتها في أعلى درجاته "الجواب " وصولًا إلى أدنى طبقة صوتية " القرار "، وأخذت تحرك الجمهور كما تشاء صعوداً وهبوطاً بتلويناتها الطربية. بعدها اتجهت بالجمهور اتجاهًا آخر ، حيث الإيقاع الراقص السريع، من خلال أغنية "أنا مش بتاعت الكلام ده "،التي غناها الجمهور معها، ورددها تصفيقًا ورقصًا فوق المقاعد ، ثم عادت للتطريب مرة أخرى مع أغنية "إن راح منك ياعين"للمطربة الكبيرة شادية ،ثم شدت ب "قال صعب عليا "و" افتكرت كلامك "ثم "كده ياقلبي"و "على بالي"و"كتر خيري". وقبل أن تغني رائعتها"جرح تاني"،وهي الأغنية التي أطلقت شهرتها على مستوى الوطن العربي كله، سبقتها بعزف منفرد على آلة الناي،لتنطلق بعدها في رحلة من الآهات، والإحساس العالي مع جمهورها، وهي تشدو بالأغنية الأيقونة، ثم خاطبت الجمهور بعد ذلك حاملة سلام المطرب اللبناني المعتزل فضل شاكر إلى الجمهور الكويتي ،مشيرة إلى ضرورة تقبل بعضنا البعض رغم اختلافاتنا السياسية، وغنت له "نسيت أنساك"، وطلبت من الجمهور مساندته من أجل عودته إلى الغناء مرة أخرى ، بعدها غنت "مشاعر "،واختتمت وصلتها بأغنية "آه ياليل" تاركة الجمهور في حالة عطش لأغنياتها. وكان ختامها مسك مع المطرب حسين الجسمي ، الذي تم تقديمه بطريقة مختلفة عن جميع الوصلات الغنائية في المهرجان ، إذ أنطفأت أضواء المسرح ، وظهر تعليق صوتي يمهد لظهور الجسمي فوق خشبة المسرح، حتى إذا ما اعتلى المسرح أضيأت الأنوار من جديد ، ما أشاع البهجة في نفوس الحاضرين ، ورافقته الفرقة الموسيقية بقيادة وليد فايد ، وكان واضحًا أن الجسمي جاء هذا الحفل ليغني مرتاحًا ، وبدون انفعال جسدي زائد عن الحد ، حيث شدا بجميع الأغنيات، وهو في حالة انسجام تام مع الموسيقى، والكلمات ، كما حرص خلال هذه الليلة على أداء العديد من المواويل، والتطريب العالي جدًا ، وكان بالفعل يغني ب"مزاج عالٍ" . بدأ الجسمي وصلته ب " بحر الشوق " ، ثم توالت أغانيه الجميلة :" معاك الله " ، " ستة الصبح " ، " تراني اليوم " ، " فقدتك " ، " ياحبي لك " ، " مرني " ، " الجبل " ، " عودك رنان " ، " وتبقى لي " ،" الطير " ، " أما براوة " ، " رحلت " ، " أسود الجزيرة " ، " نفح باريس " ، ثم شدا ب " قالوا تسلى " ، و " أنا ما نويت فراقه" و" بشرة خير "، ومع كل أغنية كانت يلاقي الهتافات المدوية من الجماهير العربية التي احتشدت في المسرح لتستمتع بصوته الدافئ، وتخرج سعيدة منتشية، ليختتم المهرجان فعالياته بليلة رائعة من الف ليلة وليلة.