أعرب الدكتور أكمل الدين أحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى عن تطلعاته لعقد القمة الإسلامية المقبلة في مصر وذلك مع تولي قيادة جديدة لمصر. واعتبر في حوار أجرته معه "بوابة الأهرام" عبر الهاتف من جدة أن الدورة الثامنة والثلاثين لمؤتمر وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامى التي ستعقد في الفترة من 26 إلى 28 يونيو الحالى بعاصمة كازاخستان تكتسب أهمية استثنائية بفعل انعقادها وسط المتغيرات والتطورات الهائلة التى تحيط بعدد كبير من دول العالم الإسلامى. وفيما يلي نص الحوار: - تنعقد الدورة الثامنة والثلاثون لمؤتمر وزراء الخارجية بالدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في ظروف دقيقة واستثنائية تمر بها المنطقة، فهل ستؤثر هذه المتغيرات على قرارات المؤتمر في العاصمة الكازاخستانية في 26 – 28 يونيو الجاري؟ * بالطبع سيكون للمتغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تأثيرها على مؤتمر وزراء الخارجية القادم، وسنحاول أن نجعل من هذه التحولات بمختلف أشكالها إسهاما إيجابيا لدفع عجلة الإصلاح والحكم الرشيد وإنفاذ القانون في المنطقة، وهي دعوة نادينا بها في الخطة العشرية التي تبنتها قمة مكة الاستثنائية، ولا نزال. على أي حال، فالدورة الثامنة والثلاثون لمجلس وزراء الخارجية في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي تحمل هذه المرة أهمية خاصة من عدة جوانب. - ما هي جوانب هذه الأهمية؟ *هناك أربعة جوانب مهمة في هذا المؤتمر تجعل منه علامة فارقة كمؤتمر لوزراء الخارجية ويتمثل الجانب الأول في تأجيل عقد القمة الثانية عشرة في شرم الشيخ التي كان مبرمجا عقدها في مصر في مارس الماضي، وبالتالي جرى تحويل القضايا والقرارات الهامة التي كان من المفترض أن تعرض على القمة إلى اجتماع وزراء الخارجية في أستانة، وهي مهمة جليلة لحجم الملفات التي سوف يعالجها الوزراء في اجتماعهم، أما النقطة الثانية فتتمثل في كون مؤتمر أستانة هو أكبر وأقرب مؤتمر رسمي لمجموعة دولية تناصر إعلان دولة فلسطينية في الجمعية العامة بالأممالمتحدة خلال شهر سبتمبر المقبل أما المحور الثالث فيتجسد في تزامن المؤتمر مع الثورات التي اندلعت في المنطقة العربية من العالم الإسلامي، وهي من دون شك قد جسدت ما نادت به المنظمة في برنامجها العشري في عام 2005 من ضرورة قيام الدول الأعضاء بإصلاحات سياسية، وإنفاذ الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان.. والنقطة الرابعة بالطبع تتمحور حول تغيير اسم وشعار منظمة المؤتمر الإسلامي، وفي حال إقرار الاسم والشعار الجديدين فسوف يرمزان لحقبة جديدة في عمل المنظمة. الشعار والاسم - لماذا اخترتم هذا التوقيت بالذات للإعلان عن الشعار والاسم الجديدين؟ *تغيير الشعار والاسم كان مطلبا سابقا وليس وليد اللحظة، على أي حال وبعد أكثر من سنة على النصفية الأولى من برنامج العمل العشري نرى أنه صار لزاما أن نؤسس لفلسفة جديدة تعمل من خلالها المنظمة. -هل يمكن أن تكشف لنا عن شعار واسم منظمة المؤتمر الإسلامي الجديدين؟ * هذا ما سيكشف عنه خلال مؤتمر وزراء الخارجية في أستانة. - لكن يقول البعض إن المنظمة تعمد تغيير اسمها وشعارها في الوقت الذي تتغاضى فيه عن تغيير منهجها، فماذا تقولون في ذلك؟ * هذا كلام يجانبه الصواب، فالشعار والاسم الجديدان لا يعكسان النواحي الشكلية فقط، بل هما امتداد لفلسفة ومفاهيم جرى تطويرها والتباحث في شأنها منذ ست سنوات، وانطلقت بها المنظمة عندما وضعت منهجا فعليا وجادا والذي يتمثل في برنامج العمل العشري الذي تمت المصادقة عليه في قمة مكة الاستثنائية عام 2005، كما ذكرت لك، وهو برنامج يرمي إلى تعزيز التضامن الإسلامي وتحويله من مجرد شعارات إلى خطة عملية ومنهجية يمكن تحقيقها في إطار إنجازات شاملة تضم الجوانب السياسية والتعاون التجاري والاقتصادي، والتنمية، فضلا عن الارتقاء بالجوانب الثقافية.. كما أن العزم على تغيير الشعار والاسم يأتي بعد وضع ميثاق جديد يؤسس لمبادئ تتوافق مع متطلبات العصر، والمتغيرات الدولية التي شهدها العالم الإسلامي والعالم أجمع.. إذن تغيير شعار المنظمة واسمها لا يقف عند حدود الشكل، بل هو تطور طبيعي لما آلت إليه المنظمة كونها باتت جهة فاعلة ونشطة على مستوى العالم الإسلامي. المنظمة والدولة الفلسطينية - ذكرتم أن المؤتمر يكتسب أهمية خاصة من خلال اعتباره أكبر وأقرب مؤتمر رسمي لموعد إعلان الدولة الفلسطينية، فما هي انعكاسات ذلك على مساعي الفلسطينيين لإعلان الدولة؟ *إذا أخذنا في الاعتبار موقف منظمة المؤتمر الإسلامي المبدئي والمؤيد والداعم لقيام دولة فلسطينية في حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وهو بالفعل ما سيعلن عنه خلال اجتماع أستانة، فإن هذا الإعلان سيكون بمثابة رسالة واضحة وقوية للمجتمع الدولي حول التفاف 57 دولة عضو في المنظمة حول القرار الفلسطيني، وسوف تكون قوة دافعة لإضفاء الزخم المطلوب للمخاض الفلسطيني في الأممالمتحدة في سبتمبر المقبل، من أجل التأييد الدولي للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. - ما هي أبرز النتائج التي تتوقع أن يخرج بها "الوزاري الإسلامي" في أستانة؟ *اجتماع وزراء الخارجية في كازاخستان سوف يكون فرصة سانحة لإقرار جملة من المشاريع المهمة مثل الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان التي تضاعفت أهميتها والحاجة إليها في خضم التطورات التي تجري في العديد من الدول الأعضاء وخاصة فيما يتعلق بملف قتل المدنيين وانتهاكات حقوق الإنسان التي قوبلت بها العديد من الثورات في المنطقة.. أما الإنجاز الثاني فيتجسد في إقرار قانون عضوية المراقب الجديد الذي سوف يتيح لنا في الأمانة العامة بالمنظمة لأن نفسح المجال أمام إدماج العديد من الدول ذات الثقل مثل البرازيل التي كانت قد تقدمت في مايو الماضي بطلب رسمي في هذا الشأن، الأمر الذي سوف يعمل على توسيع دائرة العمل الدبلوماسي للمنظمة، وسينوع ويعدد شراكاتها في المنظومة الدولية.. بالإضافة إلى جملة من القرارات والخطوات التي سوف يكون لها دور بارز في إحلال السلام في المنطقة، ودعم الشعوب الإسلامية في نيل حقوقها المشروعة. - هل أفهم من قولكم بشأن تحويل القضايا والقرارات الهامة التي كان من المفترض أن تعرض على القمة الإسلامية الثانية عشرة المؤجلة فى مصر إلى اجتماع وزراء الخارجية في أستانة أن ثمة إعادة نظر فيما يتعلق باستضافة مصر لهذه القمة؟ *نحن نتطلع قدما لعقد القمة الإسلامية المقبلة في أرض الكنانة، كما أننا متأكدون من أن القمة التي سوف تجدد القيادة المصرية موعدها لاحقا بالتنسيق مع الأمانة العامة للمنظمة سوف تحمل الطابع الجديد الذي يميز مصر بعد التطورات الإيجابية التي شهدتها والتي مكنت الشعب من الوصول إلى تطلعاته المشروعة، ونأمل فى أن تحمل الفترة المقبلة لمصر كل الازدهار والتقدم وتحقق ما يصبو لها شعبها من التميز والريادة التي اضطلعت بها القاهرة على مر العصور.