قال الروائي التونسي شكري المبخوت، إن حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الآداب، مجرد دخول لقاعة الكتاب والأدباء العظام، مشيرًا إلى أنه استطاع أن يعبر عن هواجس وتناقضات المواطن المصري، "تلك الأنماط التي صنعها تدل على قدرته على النفاذ إلى العمق الإنساني". وتميّز نجيب محفوظ، كما يضيف المبخوت، في ندوة "نجيب محفوظ روائيًا عالميًا"، مساء اليوم، بالقاعة الرئيسية، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، تميّز، بحفاظه على جوهر الرواية الأدبية، وهي ميزة "الحكي"، "فقد كان حكاءً من طراز عالمي، ورواياته لم تكن ساذجة تعمل على تسلية القارئ فقط، وإنما يغرس في القارئ أسئلة فلسفية كبرى، لايقدمها بلغة الفلسفة وإنما بمنطق الحكاية والسرد"، مشيرًا إلى أن ترجمة نجيب محفوظ أحد أهم الدلائل على عالميته، وحصوله على جائزة نوبل. وبسؤاله عن تسييس جائزة نوبل، التي حصل عليها محفوظ عام 1988، من عدمه، قال المبخوت، إنه لا يهم أن تُمنح جائزة نوبل لأسباب سياسية أم لا، "فقد يكون هناك اعتبار إقليمي، وسياسي، ولكن الأهم أن نجيب محفوظ مدونة تشكّلت عبر عقود، رسّخ ترسيخًا حقيقيًا للرواية والتنوع، وظل استثناءً للثقافة العربية"، مضيفًا أن الأديب الراحل طه حسين، عميد الأدب العربي، ليس فيه قوة نجيب محفوظ. ورأى المبخوت أن الوضع الأدبي العربي حاليًا، ليس في أفضل حال، مضيفا: نحن شعوب ما زالت تشغلنا العصبيات والنزعات الدينية، والطائفية، علينا أن نتواضع نحن العرب، ونؤمن أن ما نحن فيه، لن يساعد على إنتاج أدب رفيع، لذلك سنظل نحو عشرين عامًا، حتى نحصل على جائزة نوبل. ورأى الروائي السوداني حمور زيادة أن نجيب محفوظ خرق الحدود، وتجاوز الحدود المصرية، "تناول شخصيات شديدة المصرية، لكنها في الوقت ذاته عالمية، يعثر عليها أي قارئ في موطنه، لأنها شخصيات إنسانية بالأساس، مع اختلاف الشخصيات التي لها طابع شرقي كشخصية سي السيد في الثلاثية، وغيرها، وذلك أحد أسرار عالميته". واعتبر الدكتور حسين محمود، عميد كلية اللغات والترجمة، أن ما كتبه نجيب محفوظ، كتبه للإنسانية قاطبة، عالميته مصدرها الداخل وشخوص أعماله العاديين، وليس من الخارج، موضحًا إنه ليس هناك معايير لعالمية الأدب، ولكن هناك معايير للأدب الجيد، مضيفًا إن "نوبل" في تصوّره مسيسة، تجارية الطابع، يترتب على الفوز بها، انتشار أعمال الكاتب، وطباعتها، وذيوع صيت الكاتب. وأوضح الروائي المغربي مبارك ربيع، إن نجيب محفوظ صور تناقضات المجتمع وآراءه واتجاهاته، "فشخصيات محفوظ الروائية يضعفها الواقع المباشر ويقتلها، لأنها شخصيات مسرحية يلبسها محفوظ مايشاء من الواقع المتوهج، ويضيف إليها من طاقته"، مضيفا أن محفوظ "روائي عالمي" قبل أن يمنح جائزة نوبل، ف"الجائزة لم تضف له الكثير". ورأى ربيع إن كل جائزة لها كواليسها، و"نوبل فيها شيء من السياسة، بدليل أن هناك عددا من المبدعين رفضوها، ولكن على أيّة حال هناك نخبة كبيرة من الكتاب العرب يستحقون جائزة نوبل، ويحق لهم الوصول إلى العالمية ولكن الحظ ليس حليفهم"، مضيفا أن د.طه حسين كان يستحق نوبل من قبل محفوظ.