كشف اللواء محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا عن اندلاع الحرب فى ليبيا خلال أيام. وقال خلف ل"بوابة الأهرام"، أنه كون قراءته للأحداث وفقًا لعدد من المعطيات الدولية المتصاعدة والتى بدأت من طلب الرئيس الأمريكى باراك أوباما تفويضًا جديدًا من الكونجرس للحرب على الإرهاب، وبما أنه تفويض جديد فإنه يعنى عسكريًا قرارًا بحرب على منطقة جديدة غير سوريا. الأمر الثاني وفقًا لخلف هو تحرك الجنرال "جوزيف دانفورد"، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، والذى يعد مستشار أوباما للحرب وإذا تحرك فمعناه الإعداد لمسرح عمليات جديدة، وزار دانفورد مؤخرًا كلًا من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وهم رأس الحربة في حلف الناتو الذى تنسق معه الولاياتالمتحدة قبل بدء أي تحرك عسكرى. ثالثا تحرك رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، المستشار العسكري للرئيس الأمريكي، الجنرال جوزيف دانفورد، ليس الدليل الوحيد عن سعي الولاياتالمتحدة إلى تصعيد عملياتها العسكرية ضد تنظيم " داعش" في ليبيا. بل يأتي هذا في ظل إعلان المسئولين الأمريكيين خلال الأسابيع الأخيرة عن تزايد القلق بسبب أحدث التقديرات الاستخبارية التي تشير إلى ارتفاع أعداد مسلحي داعش في ليبيا إلى الآلاف، كما أعلنت وسائل الإعلام الغربية أن بعض كبار قادة التنظيم انتقلوا إلى هناك، وهنا انطلقت صيحة تحذير كبرى قبل أن تتحول ليبيا لمنصة تنسيق للإرهاب عبر إفريقيا وهو ما سيعد كارثة. رابعًا الشواهد على قرب إعلان التحرك العسكرى ضد داعش فى ليبيا وفقًا للخبير العسكرى، هو فشل اتفاق الصخيرات فى طبرق والذى كان يعد الأمل الأخير فى رأب الصدع وجمع شمل القوى المتصارعة بين طرابلس وطبرق يضاف إليها رفض الناتو تسليح الجيش الليبى والذى يقاوم على الأرض بلا عتاد، بينما كان كفيلًا بالقضاء على الجماعات الإرهابية هناك دون غيره إذا حصل على التسليح المناسب. خامسًا، حالة الهلع الأوروبي من تمدد داعش فى ليبيا، وقال اللواء خلف إنه شارك منذ شهرين فى قمة مواجهة الإرهاب فى إيطاليا، فوجد مسئولين وخبراء عسكريين وسياسيين يعبرون عن كوابيس تنتابهم بسبب رعبهم من الإرهاب فى ليبيا التى لا تبعد سوى 400 ميل عن شواطئ اليونان وإيطاليا، وقالوا إن ما يطمئنهم وجود جيش قوى فى مصر وإلا كان الإرهاب اجتاح أوروبا. سادسًا، ما تتناوله وسائل الإعلام الغربية ومنها ما نشر فى نيويورك تايمز فى عددها الصادر 22 يناير الجارى حيث أعلنت أنه تم إنزال قوات خاصة أمريكية فى ليبيا، ويؤكد خلف أن تلك القوات تحاصر بالفعل مدينة سرت التى يتحصن فيها أعداد من الإرهابيين تم تقديرها بنحو ثلاثة آلاف إرهابى، وبذلك تكون الخطوة الممهدة لإجراء جراحة عاجلة للقضاء عليهم قبل تمددهم من سرت والسيطرة على منصات البترول. وأخيرا يرى خلف أن الولاياتالمتحدة والناتو تعلموا الدرس من التأخير فى مواجهة تنظيم داعش فى العراق والسماح له بالتمدد حتى أفلت زمام الأمور من بين أيديهم حين وصل إلى سوريا التى باتت مسرح عمليات مفتوحًا بين روسيا والناتو والثوار ونظام بشار وداعش...وهو ما يجعلهم الآن يعجلون وتيرة مواجهة الإرهاب فى ليبيا. اللواء خلف رفض الحديث عن الوضع على الحدود المصرية الغربية حال اندلاع تلك الحرب،وقال مصر دولة قوية ذات سيادة على كامل أراضيها،وغير مطروح أساسًا الحديث عن المساس بأي حبة رمل منها سواء اندلعت حرب فى الجوار أو لا..لكننا نتناول الموقف بالدراسة الاستراتيجية فى الإطار العربي والإقليمي.