قال الدكتور فتحي ياسين، أستاذ الكيمياء العضوية بكلية العلوم جامعة الزقازيق، إنه يتحدى ما يزعمه أهالي قرية المناصافور التابعة لمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، حول حرق منازلهم وسرقة أموالهم بواسطة قبيلة من الجن، مؤكدًا أن الوهم يعود بعقول الناس للعصور التى فنت. وأكد الأستاذ الجامعي، أنه لا شيء يفني ولا شيء يستحدث من العدم، ولابد لكل سبب من مسبب، فالنار لكي تشتعل لابد لها من وقود من مادة عضوية قابلة للاشتعال مثل الورق أو الخشب أو البنزين أو الغاز. وأشار فتحى ياسين، إلى أن ما يحدث في قرية المناصافور من حرائق في بعض المنازل لابد له من تفسير علمي ومنطقي بعيدًا عن الدجل والشعوذة، يستند إلى أسس علمية نوجزها في عدة أسباب منها المعروف علميًا أن بعض الغازات والمواد البترولية السائلة قد تتسرب طبيعيًا من باطن الأرض أو من البحار أو المحيطات وتكون بقع زيتية. وأضاف ان الغازات أيضًا تخرج من بؤر كثيرة على سطح الأرض وعندما تتعرض لمصدر حراري فإنها تشتعل، ونار فارس التي ظلت مشتعلة نحو ألف عام هي مثال لتسريب غاز من أحد الآبار التي اكتشفت حديثًا في إيران الغنية بالغاز والبترول. كما أنه من الممكن، أن تتسرب بعض الغازات من خلال تسرب له علاقة بنشاطات الإنسان أو من خلال مواقع ردم النفايات العضوية التي تتحلل غازات أحدها الميثان المشتعل. وأضاف فتحى ياسين، أنه توجد تجمعات غازية صغيرة ونتيجة الاهتزازات الأرضية وتحرك دائم في طبقات القشرية الأرضية فإنها حتمًا ستجد طريقًا لها إلى سطح الأرض يشتعل عند مصادفته أي مصدر حراري. وأكد الأستاذ الجامعي أنه من الممكن أيضًا أن التسرب قد يكون سببه شبكة الغاز القديمة أو الجديدة، ونتيجة خلل في الصيانة أو التركيب فان التسرب هو سببه تسرب من خلال مساميات التربة ومنها إلى أساسات المنازل والتربة. وأشار ياسين، إلى أنه يمكن أن نضيف إلي معلوماتنا أن الغاز الطبيعي يتكون من غازات تتمثل في غازات الميثان والإيثان والبروبان والبيوتان، بينما غاز البيوتاجاز الدي نستخدمه في الأسطوانات هو من البروبان والبيوتان فقط، ويمكن الاستدلال عليها عند تسربها مثل مادتي بيوتايل ميركابتان والدايميثايل سلفايد. وقال الدكتور ياسين، إن ما حدث بالضبط في المناصافور هو تسريب غازات ويعزز هذا السبب وجود حقل غاز طبيعي في قرية كفر شرف علي الحدود بين الدقهليةوالشرقية وعلي مسافة لا تتعدي الخمسة كيلومترات من موقع الحرائق، وكذلك خط أنابيب توصيل الغاز الناتج من الحقل إلي شبكة توزيع الغاز بمدينة السنبلاوين يمر قريبًا جدًا من القرية المنكوبة ومن المؤكد حدوث تسريب من الشبكة أو من الحقل هو سبب الحريق. وأضاف ياسين، أن المطلوب هو أخذ عينة من الهواء من المنازل المحترقة وتحليلها في معهد بحوث البترول في مدينة نصر بواسطة تقنية كروماتوجرافيا الغاز للتعرف علي مكونات الهواء واحتمال وجود "غاز الميثان وغاز البيوتين، وغاز البروبين، وغاز كبريتيد الهيدروجين". ونصح أستاذ العلوم، أهالي صافور بعدم التواجد في المنطقة المحيطة وخاصة في الغرف المغلقة وضمان التأكيد على تهوية المواقع، وضمان عدم وجود عوامل قد تؤدي إلى تجمعها بنسب تسمح بالاشتعال مرة أخري كما أنها قابلة للانفجار، وبالتالي قد تؤدي إلى خسارة كبيرة في الأرواح والممتلكات، مطالبًا المسئولين بالقرية سرعة التواصل مع الجهات العلمية في الجامعات والمراكز البحثية بدلاً من اللجوء إلي الدجل والشعوذة.