مع اقتراب الانتخابات المحلية فى بعض الولايات الألمانية والمقرر إجراؤها فى مارس المقبل، ارتفعت وتيرة التلاسن والصراع بين الساسة الألمان فيما يتعلق بسياسة استقبال اللاجئين، وفى هذا الإطار شن فرانك شتاينماير وزير خارجية ألمانيا، هجوما شديدا على من أسماهم "ساسة ألمان يمينيون متطرفون". وقد اتهمهم شتاينماير صراحة، بالضلوع فى أحداث العنف السياسى -يقصد الموجهة ضد اللاجئين– مطالبا بالتصدى بشدة لهؤلاء الساسة اليمينيين. وقال فى تصريحات صحفية لإحدى المؤسسات الصحفية – فونكا – سيتم نشرها غدا الأحد: "علينا أن نواجه ذلك بكل شدة"، مشيرا إلى أن اللجنة التى شكلها وزير العدل الألمانى هايكو ماس لمواجهة دعوات الكراهية، هى رد مهم على تنامى خطر اليمين المتطرف. ورصد جهاز الشرطة فى ألمانيا، زيادة كبيرة فى أحداث العنف الموجهة ضد اللاجئين خلال العام الحالى خاصة فى شرق ألمانيا. وكانت مراكز أبحاث ألمانية متخصصة، قد حذرت من زيادة انتشار الأفكار اليمينية المتطرفة فى أوساط الشباب الألمان، وكذلك فى شريحة كبيرة من المجتمع، خاصة من الطبقة الوسطى خلال العام الحالى، بعد زيادة أعداد اللاجئين إلى المانيا. ويخشى الائتلاف الحاكم حاليا فى ألمانيا والمكون من الاتحاد المسيحى بقيادة ميركل – يمين الوسط – والحزب الاشتراكى الديمقراطى بزعامة نائب المستشارة زيجمار جابرييل من تنامى شعبية الأحزاب اليمينية المتطرفة فى الانتخابات المقبلة، مستغلين رفض شريحة كبيرة من المواطنين لسياسة الترحيب باللاجئين. وكشفت استطلاعات الرأى فى ألمانيا، أن حزب البديل من أجل ألمانيا والحزب الوطنى الألمانى –يمين معادى للأجانب- نجحا فى زيادة أعداد المنضمين والمؤيدين إليهما، مستغلين فى ذلك، زيادة المد الشعبى الرافض لسياسة الائتلاف الحاكم فيما يتعلق بملف اللاجئين.