استيقظت مصر على خبر مفجع، اليوم السبت، على حادث إرهابى غاشم، أودى بأرواح 4 من رجال الأمن الذين كانوا يؤدون واجبهم و قدموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن، مسجلين أسماءهم بأحرف من نور فى سجل المدافعين عن استقرار هذا الوطن ضد تلك العناصر التى تحاول النيل من أمن مصر. جريمة إرهابية غادرة استهدفت رجال الشرطة حيث استشهد 4 من قوات كمين أمنى بمنطقة سقارة جنوبالجيزة، إثر قيام 2 من العناصر الإرهابية بإطلاق الرصاص عليهم بالقرب من المنطقة الأثرية، مما تسبب فى استشهادهم كما استوليا على أسلحة الشهداء، وفرا هاربين بعدما أطلقوا وابلا من الرصاص فى الهواء لإرهاب المارة ومستقلى السيارات بالطريق. انتقلت القيادات الأمنية بالجيزة بقيادة اللواء مجدى عبدالعال، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، و اللواء طارق نصر، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، إلى مكان الحادث وتم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الحادث، وضبط الجناة، فى الوقت الذى تم نشر عدد من الأكمنة وقوات العمليات الخاصة بالمنطقة الجبلية المحيطة للتوصل إلى مرتكبى الحادث. كانت سيارة دورية أمنية تابعة لشرطة السياحة أثناء تواجدها ككمين أمنى بمنطقة المنوات، وبالتحديد أمام كوبرى زويل على طريق المريوطية، فوجئت بدارجة بخارية تسير عكس الإتجاه يستقلها شخصان ملثمان، توقفت بشكل مفاجئ أمام سيارة الكمين ونزل أحد مستقليها بشكل سريع ليمطر أفراد الكمين الأربعة بوابل من الرصاص، بينما نزل الثانى واستولى على أسلحة الضحايا، و هى عبارة عن طبنجتين و بندقيتين آليتين، وعندما تجمع المارة و عدد من المزارعين الموجودين بالمنطقة، قام الإرهابيان بإطلاق دفعات من الرصاص بشكل سريع حتى لا يعترض طريقهم أحد . تبين أن الشهداء أمين شرطة مجدي إبراهيم عبد العظيم، وعريف أحمد فتحي حسان، والمجندان محمد زارع وأحمد خالد من قوات تأمين المنطقة السياحية بسقارة. كشفت المعاينة الأولية أن الجانيان أطلقا أعدادًا كبيرة من الطلقات بشكل كثيف، مما أثار حالة من الذعر بالمنطقة التى تشهد مرور سيارات كثيرة، خاصة فى ساعات الصباح وآخر اليوم، لتوجه العمال والموظفين إلى أعمالهم بالإضافة إلى السيارات المتوجهه من وإلى المصانع بمدينة أكتوبر. تبين من مناظرة الجثث أن كل شهيد تلقى ما بين 8 و 9 طلقات، مما يعنى أن المتهمين أطلقوا كميات كبيرة من الذخيرة، كما عثر على كميات كبيرة من فوارغ الطلقات بمكان الحادث وداخل السيارة. وتشير التحريات الأولية إلى أن الجانيان درسا المنطقة جيدًا وترددا عليها أكثر من مرة قبل تنفيذ جريمتهم النكراء حيث إنهم تعاملوا بشكل سريع مع تجمهر المارة والأهالى بإطلاق الرصاص بكثافة لإرهابهم. وقد استمع العميد رجب غراب ، مفتش المباحث، إلى أقوال شهود الحادث من الأهالى الذين قرروا أن الجريمة لم تستغرق سوى بضع دقائق و أن الإرهابيان منفذى الحادث كانا ملثمين و لم تتضح معالم وجهيهما، بينما أدلوا بأوصاف الدراجة البخارية المستخدمة فى الحادث وشكلهما الخارجى. و كشفت تحريات المقدم مروان مشرف، رئيس مباحث أبوالنمرس، أن المتهمين قام أحدهما بدور المنفذ وإطلاق الرصاص من بندقية آلية بينما كان الثانى يقوم بتأمينه من الخلف خوفا من تجمع المارة والأهالى، خاصة أن تلك المنطقة يمر بها عدد كبير، و بعد الانتهاء من الجريمة قام بالإستيلاء على أسلحة الضحايا، واستكملا سيرهما أثناء الهروب عكس اتجاه السيارات وسط إطلاق كثيف للرصاص، مما أثار خوف قادة السيارات و خشوا الاقتراب منهما. تم نشر عدد من الأكمنة وقوات العمليات الخاصة والانتشار السريع لتمشيط المنطقة الزراعية والصحراوية المتاخمة لمنطقة الحادث، كما تم تشكيل فريق بحث بالتعاون بين مباحث الجيزة وقطاع الأمن العام والأمن الوطنى لتحديد الجناة والقبض عليهم.