قال الكاتب يوسف رخا في مقال نشرته صحيفة "التليجراف" البريطانية المفكر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد أعظم عالم إسلامي في القرن العشرين، وأكد رخا أن أبو زيد كشف كل ما هو غير إسلامي في "الإسلام المعاصر"، معتبرا تأويله للقرآن الكريم أول تفسير أصيل لهذا النص المقدس منذ القرن الثاني عشر الميلادي علي الرغم مما سببه ذلك من أزمات انتهت باستبعاده من جامعة القاهرة وتفريقه عن زوجته بحكم قضائي. ونصر حامد أبو زيد هو مفكر مصري ولد في عام 1943 وتركزت دراساته حول القرآن وتفسيره بأساليب تستلهم المناهج الفلسفية الحديثة وقد تعرض أبو زيد للنقد الشديد والإستبعاد من الجامعة فسافر إلي هولندا حيث شغل منصب أستاذ كرسي ابن رشد للعلوم الإنسانية بجامعة العلوم الإنسانية بأوتريخت وتوفي أبو زيد في 5 يوليو الماضي بمصر بعد إصابته بفيروس في المخ" ومن كتبه "فلسفة التأويل"، "إسكاليات القرءة وآليات التأويل"، الإمام الشافعي وتأسيس الإيديولوجية الوسطية". ورخا كاتب وصحفي مصري يكتب باللغتين العربية والإنجليزية، صدرت له عدة أعمال من بينها "بيروت شي محل" القاهرة/ غرب الفلبين، أزهار الشمس، ورواية "الطغرى" التي صدرت مؤخرا عن دار الشروق. وقام أبو زيد بحسب رخا بتقديم تفسيره للقران الكريم بنوايا إسلامية خالصة تم تجريده منها بعد ذلك، حين صنفه البعض كرجل غير مسلم، ولكن علي الرغم من ذلك فإن أبو زيد نجح في ألا يتحول إلي سلمان رشدي آخر. وقال رخا أن قبول أبوزيد لعرض للتدريس بالخارج لم يكن عن سعي منه للجوء إلي بلد آخر غير بلده، وأكد علي أن أبو زيد الذي ستحل ذكرى رحيله الأولي الشهر القادم لم يقم أبداً بلعب دور الضحية أو الشخص المشهور حتي بعد أن أصبحت تلك الأدوار تلائمه تماماً سواء كضحية لبعض المتشددين في مصر أو كونه مشهوراً بالفعل بسبب ما حازته أعماله الأكاديمية الرصينة والتي كانت محل احتفاء، ولكن كما يقول رخا تلقى أبوزيد الإهانة كبطل حقيقي قام بما كان يفترض أن يفعله بإستكمال دراساته التي يمتن رخا له لأنه أكملها لأنها أضافت بعداً جديدا لاحساسه بهويته كمسلم علماني. وفي المقال يعبر رخا عن امتنانه لأبو زيد الذي أظهر له المفاهيم الفقهية الخاطئة في الخطاب الديني الذي كان ينفر منه، واعتبر رخا أن أبوزيد هو بطله لأن الكتب التي أنجزها علمته أن العقيدة التي ولد ووجدها حوله لا تتطلب منه أن يكون بالغباء الذي وجد دوماً انه مثيراً لإشمئزازه. ويشير رخا إلى أن ماجرى في مصر بعد تنحي مبارك في 11 فبراير الماضي ومع بروز مساندة حزب الله لنظام الأسد في سوريا وفي ظل مقاطعة الإخوان المسلمين للمظاهرات التي شهدتها مصر أخيرا يتضح مدى "الإنتهازية السياسية" والكذب الذي تمارسه قوى الإسلام السياسي.