دعا الشاعر والكاتب المصري محمد حربي، الصحفي بالأهرام، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى تدشين حملة يقودها الشعراء لدعم الشاعر الفلسطيني أشرف فياض المعتقل بأحد سجون مدينة أبها بالمملكة العربية السعودية، تتمثل في كتابة قصائد تندد باعتقاله، وتطالب بمنحه حريته. وقد قوبلت الدعوة بترحيب من عدد من الشعراء والمثقفين منهم الشاعر المصري زين العابدين فؤاد، والشاعر العراقي صلاح فائق، وغيرهما، ممن نددوا بسجن فياض، مطالبين بالإفراج عنه، بخاصة بعد أن تداولت بعض المواقع وصفحات الفيسبوك خبرًا حول الحكم عليه بالإعدام. وجاء في دعوة حربي: "هذه مبادرة للحرية، وتحرير شاعر من المقصلة بقصيدة، نطلقها ونحن نعرف أن الأمر صعب وربما يفشل، لكننا نثق في الأصدقاء من الشعراء العرب، وفي محبتهم للحرية ودعمهم لحق الناس جميعًا في إبداء آرائهم، وكتابة إبداعهم في حرية تامة". القصة بدأت في يناير من العام الماضي، عندما تم القبض على فياض من قبل جماعة الأمر بالمعروف، وتم احتجازه لمدة يوم واحد، ثم أطلق سراحه، ليعتقل من جديد، لكن هذه المرة توجه له تهمة "الدعوة للإلحاد" بناء على ديوان صدر له عام 2008. وعن سبب اعتقاله قال والده السيد عبد الستار فياض في مداخلة مع برنامج "أصوات الشبكة" الذي تقدمه الإعلامية تاتيانا الخوري على شبكة فرانس 24، في فبراير 2014: إن ابنه دخل في مشادة كلامية مع شاب سعودي أثناء مشاهدتهما مباراة كرة قدم في أحد المقاهي، الأمر الذي دفع الشاب لتهديده بأن يوجه بلاغًا ضده أمام هيئة الأمر بالمعروف، مهددًا إياه بأنهم سيرحلونه. ويضيف الأب أنهم فوجئوا باختفاء ابنهم لمدة 24 ساعة، قبل أن يسألوا نادل المقهى الذي أخبرهم أن هيئة الأمر بالمعروف قد ألقت القبض عليه. وعن أجواء التحقيق قال الوالد "تم التحقيق معه لأكثر من مرة من خمسة أشخاص وليس واحداً فقط، وضغطوا عليه للاعتراف بجرم لم يرتكبه ولم يعترف حتى اللحظة، لأن التهمة ملفقة وكيدية"، بحد قول الأب. وأضاف أن أحد المحققين بعد أن انتهى التحقيق انتحى به جانبًا مهددًا إياه بأنه إن لم يعدم فإنهم سيرحلونه وعائلته. الانتقادات التي وجهت إلى السلطات السعودية لم تقتصر فقط على حالة أشرف فياض، إنما امتدت أيضا لتطول المنظومة بأكملها، حيث انتقد المتعاطفون مع فياض أوضاع حرية التعبير في السعودية، حيث رأوا أن المبدع يكتب في هذه الأجواء بينما يسلط سيف على رقبته قادر على اجتثاثها في أي لحظة. في تقديمه للقصائد التي وجهها الشاعر العراقي صلاح فائق قال فائق: "قصائد إلى أشرف فياض القابع في أحد سجون البداوة السعودية، مهددًا بحكم دموي أستنكره وأدينه. أنظمة مجنونة تكرر المصير المأساوي للوركا". ورغم أن الأنباء عن الحكم بإعدام فياض ليست دقيقة ولا مؤكدة، فإن الواقع يقول إن تهمة الإلحاد لو ثبتت في المملكة العربية السعودية، فإن ذلك يعني تنفيذ ما يسمى بحد الردة، وهو الاستتابة، ثم القتل. يذكر أنها ليست السابقة الأولى من نوعها، فما زال المدون السعودي رائف بدوي قابعًا في السجن يواجه أحكامًا متكررة بالجلد بتهمة "الليبرالية"، دون أن تجد الدعوات لتحريره صدى. "هل يمكننا أن نحرر شاعرًا بقصيدة؟".. بهذه الكلمات ختم الشاعر محمد حربي دعوته، في تساؤل يمزج بين الأمل والثقة بقدرة القصيدة على أن تنفذ من جدران السجون، وبين يأس وقلة حيلة، في مواجهة واقع قاس، ينذر بمستقبل مظلم.