تضغط الصين منذ سنوات لضم عملتها الرينمنبي واليوان بهدف توحيد حقوق السحب الخاصة في صندوق النقد الدولية لتصبح عملتها من عملات الاحتياطي الرئيسية في العالم ومن عملات التبادل الحر في أسواق الصرف. ويأتي ذلك بما يتفق وحجم الاقتصاد الصيني الذي يحتل رسميًا المرتبة الثانية عالميًا بل تجعله العديد من التقييمات الأول عالميًا. ورغم كل ذلك فالصين تلقى معارضة كبيرة وقد رفض صندوق النقد - الذي تمتلك فيه الولاياتالمتحدة حق الاعتراض على أي قرار، وهو فيتو اقتصادي أكثر قوة وتأثيرًا من الفيتو السياسي الذي تمتلكه في مجلس الأمن - طلبها في العام 2010. وجاء الرفض بدعوى أن العملة الصينية لا تمتلك الشروط اللازمة لتنضم إلى الأصول الاحتياطية سلة العملات الدولية الرئيسة، والتي تتكون من عملات أربع، تغيرت نسبها وفق قرارات صندوق النقد الدولي في 2010. وأصبحت على النحو التالي، دولار أميركي 41.9% مقارنة ب44% عام 2005، يورو بنسبة 37.4% مقارنة ب 34% عام 2005، جنيه إسترليني 11.3% مقارنة ب11% عام 2005، ين ياباني 9.4% مقارنة ب11% عام 2005. منذ العام 2010 التزمت الصين الصمت لأن صندوق النقد لا يراجع سلة العملات إلا كل خمسة أعوام، لكن فيما يأتي الاجتماع الجديد الذي ينظر في أمر سلة عملات الاحتياط خلال الشهر الحالي. الخبراء يؤكدون أنه لا مفر هذه المرة من ضم اليوان، فالصين أجرت العديد من الإصلاحات على سياستها النقدية، وخلال الخمس سنوات الماضية قام النمو في الاقتصاد العالمي على أكتافها. ويؤكد المحلل الاقتصادي ديفيد زيلر أن ذلك سيحدث لا محالة خلال العام 2016، ومن ثم سيتعرض الدولار الأميركي لتهديد من اليوان يهز مكانته كعملة الاحتياط الرئيسة في العالم. فالمتوقع إجراء تحويلات في التجارة العالمية وحجز عملات باليوان بما تعادل قيمته تريليوني دولار، وبالفعل نشرت بلومبرج مؤخراً ما يفيد بوجود اتجاه في صندوق النقد لاتخاذ قرار لضم اليوان الى سلة عملات السحب الخاصة الاحتياطي في اجتماعه في نوفمبر الحالي، وهو ما يعني انضمام اليوان إلى السلة في سبتمبر 2016. ليس مكسبًا كبيرًا للصين أن يصبح اليوان جزءًا من صندوق حقوق السحب الخاصة والتي لا يتجاوز حجمها 280 مليار دولار، لكنه نصر كبير أن يكون عملة احتياط عالمية يجري استخدامها في المبادلات والتسويات والاحتفاظ بها في البنوك المركزية وأرصدة الدول، فالمجال هنا واسع، فاحتياطيات النقد الأجنبي العالمية تقدر بنحو 11.46 تريليون دولار. ويرى زيلر، أن انضمام اليوان سيجعل منه قوة مدمرة، وسيعيد تشكيل الأسواق في العالم، لأن حجم التجارة الصينية هائل وسيتشجع شركاءها التجاريين وهم كثر في العالم على خفض حيازتهم من عملات الاحتياط الأربع من أجل حيازة قدر من اليوان ملائم للوضع الجديد.