ربما تركت السنوات الماضية عشرة ومودة بين الفنان السوري صفوان بهلوان وجمهوره المصري، الذي يقابله في كل عام خلال مهرجان الموسيقى العربية، ليمنح ذلك بساطة وتلقائية من النجم في التعامل مع محبيه. صفوان بهلوان الذي قابل جمهوره ليلة أمس في الليلة الرابعة لمهرجان الموسيقى العربية، كان على موعد مع الحضور الذي استقبله بحفاوة وترحاب كبير حيث الاشتياق من العام إلى الآخر، بدأ حفله بكلمة عبر فيها عن محبته لمصر مؤكدًا أن الموسيقى هي الشيء الوحيد الذي كان له دوره في تجميع الشعوب في لحظة عجزت السياسة بحسب تعبيره، مرددًا بعض الكلمات الشعرية في حب مصر. ويبدو أن حالة الألفة التي جمعت بين الفنان وجمهوره جعلته أكثر أريحية على خشبة المسرح، فلم يظهر صفوان الذي يجلس على كرسي ممسكاً بعوده بل كان متفاعلاً أكثر مع جمهوره بالوقوف والغناء والعزف على آلته وإن كان الأمر يحمل قدراً من الصعوبة نظراً لصعوبة الأغاني التي يقدمها الفنان مع العزف وهما شيئان يتطلبان نوعًا من التركيز، بل إن الأمر يعد ذكاء أيضاً من صفوان تدل على تماشيه مع متطلبات العصر وفكرة الوقوف على المسرح. يداعب النجم جمهوره بين اللحظة والأخرى، قبل غنائه أغنية "عمري ما هنسى يوم الاثنين" من كلمات حسين السيد، ولحن محمد عبد الوهاب، قال لجمهوره: "الحقيقة أنا مش عارف إيه علاقة يوم الإثنين بالأغنية، ولكن يبدو أن الحبيب هنا كان حلاق"، مما جعل الجمهور يدخل في نوبة ضحكة. ويكرر الفنان مداعبة للجمهور خلال تقديمه لأغنية "حكيم عيون" والتي صعدت معه فيها المطربة حنان عصام لتشاركه الغناء، وإن كان هذا شكل غير تقليدي لتقديم أغاني الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب ، وخلال غنائها الفنانة كوبليه "أنت كل حاجة تحشر نفسك فيها"، فرد عليها صفوان ساخراً "أنتي هتعلمينى الأدب ولا إيه". ورغم أن النجم كان من المقرر تقديمه خمس أغان فقط وهي: على إيه بتلوموني، افتكرني ياللي قلبك مش فاكرين، عمري ما هنسى يوم الاثنين، حكيم عيون، ياوابور قوللي، لكنه استجاب لرغبات جمهوره الذي ظل طوال الحفل يطالبه بغناء "كل دا كان ليه" وقام بإنهاء الحفل بها، مازاجاً بها مقطع من أغنية "ودارت الأيام" ل كوكب الشرق أم كلثوم، وسط تصفيق حار من الجمهور خصوصاً وأن الفنان كان يغني فقط على ضربات عوده مع استخدام بسيط لبعض الآلات الموسيقية كالكمان في بعض الكوبليهات. لم يكن حفل صفوان بالشكل التقليدي الذي من الممكن أن يكون البعض رأى فيه الفنان من قبل، بل أن هناك حاجزاً كبيراً كسر بعد سنوات العمل مع الجمهور التي جعلته أيضاً يطور في أسلوب تقديمه لأغاني موسيقار الأجيال المشهور بها بشكل يجمع بين المحافظة على التراث وبنكهة عصرية بين اختيار أغنية مطولة وأخري قصيرة وإن كان التمييز في اختيار شكل الدويتو الكوميدي الذي قدمه مع المطربة حيث إن الجمهور أكثر تشوقاً للاستماع لمثل هذه الأنواع.