صدر مؤخرًا عن مؤسسة أروقة، كتاب "دورة ما بعد الحداثة"، وهو الإصدار الأول باللغة العربية للفيلسوف والمنظّر الأدبي إيهاب حسن، المصري الأصل والأمريكي الجنسية، بترجمة لمحمد عيد إبراهيم. يقع الكتاب في أربعة أقسام رئيسة، يصوغ الكاتب في القسم الأول –فاتحة الكتاب– تصورات لما بعد الحداثة في النزعات السلوكية والرومانتيكية والحداثة، بينما ينعقد القسم الثاني على فحص مفهوم ما بعد الحداثة في مراحلها المتنوعة، يقارن بين الحداثة وما بعد الحداثة، مؤكدًا في العموم علي شكلانية /تراتبية الحداثة، ولا شكلانية /فوضوية ما بعد الحداثة، وموضحًا أن اللاحتمي والتلازم (اللاحتمية ) هما متجهاتها الحاكمة، تلعب المقالات علي تجانسات فن وعلم ومجتمع ما بعد الحداثة، تلعب علي هوامشها بشواهد، ملصقات، جمل متقابلة، رسومات عابثة، فليس مقصدها أن تستكشف فقط فنون اللاحتمية بل اللمحات المتسقة بثقافة ما بعد الإنساني. أما القسم الثالث فيتناول النظرية النقدية في اتجاه ما بعد الحداثة، حيث يمتزج الأدب والنقد باطّراد ويرصد رواية " سهرة فينجانز " لجميس جويس كنبوءة رهيبة لما بعد حداثتنا، تدور حول استعمال لغوي يتناوب بين التحليلية والشعرية، المنطق والأسطورة، تحتشد إذن عناصر أدب ما بعد الحداثة كافة في الرواية :الحلم، المحاكاة الساخرة، اللعب، التورية، الشذرة، الخرافة، الانعكاسية، فن الكيتش. ويأتي القسم الأخير تقييمًا لما بعد الحداثة تجاربها واحتمالاتها كما يناقش تحديات الحداثة في النظرية الأدبية تاريخيا وفلسفيا، كما يبرز أفكار نفر من النقاد الاجتماعيين والتناصيين والبرجماتيين من أمثال هابرماس، وليوتار، ورورتي.