يشهد الوسط الثقافي حالة من الانقسام بين مثقفين مستقليين حول إمكانية استضافة مؤتمراتهم داخل المؤسسات الحكومية، فمن جهته أكد الشاعر شعبان يوسف الأنباء التي ترددت مؤخرا عن قبول المجلس الأعلي للثقافة استضافة فاعليات مؤتمر جماعة "أدباء وفنانين من أجل التغيير"المزمع إقامته نهاية شهر يونيه المقبل. وفي المقابل جدد الشاعر رفعت سلام الناشط في المجموعة الداعية لإقامة متمر المثقفين المستقلين رفض أي مقترح يدعو لإقامة المؤتمر ضمن مؤسسات وزارة الثقافة. وفي تصريحات ب"بوابة الأهرام" قال الشاعر شعبان يوسف "نحترم المجلس الأعلي للثقافة وكل المنشآت الثقافية، التابعة للوزارة، ويمكن أن نقيم بها فاعليات مستقلة، دون أن تتدخل فيها" وتابع "كنا قد اجتمعنا في جلسه ودية بمرسم الفنان عادل السيوي مع عماد أبو غازي وزير الثقافة وتحدثنا عن المؤتمر ووافق أن يقام المؤتمر في المجلس الاعلي للثقافة، دون تدخل من الوزارة. وأضاف يوسف " اقترحنا مكانين لإقامة المؤتمر هما نقابة الصحفيين أوالمجلس، واتفقنا بعد نقاشات مطولة علي إقامة المؤتمر في المجلس بعد لقاء مع أمينه العام عز الدين شكري أمين عام المجلس، الذي أعلن ترحيبه بالمؤتمر، ووعد بتوفير القاعات، ودعمنا بأي أدوات نحتاجها مثل طباعة الأوراق دون إضافة "لوجو" المجلس، ودون التدخل في محاور المؤتمر. وشدد شعبان يوسف على "استقلالية المؤتمر" وقال "سنطرح فيه أفكارنا بعيدا عن أي وصاية، ونقوم فيه بدراسة كل التجليات الثقافية التي ظهرت بعد ثورة 25 يناير، علي رأسها الأشكال الرجعية التي أظهرت اننا كنا نعيش في ظلام دامس، كما سنقوم أيضا بدراسة الخطابات المختلفة للمثقفين والسلفيين والسلطة السابقة والسلطة الحالية، ونضع الآن شبه تصور أولي لمستقبل الثقافة في مصر وكيف يمكن المشاركة فيه بشكل فعلي، وكيفية تفعيل دور الدولة في المستقبل. وأشار شعبان يوسف الى أن أكثر النقاط الاساسية التي يتناولها المؤتمر دور الرقابة وكيف تكون، وما هي الرقابة التي نخضع لها الدينية أم السياسية أم الماضي. وكان د.عز الدين شكرى فشير الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أكد في تصريحات صحفية أن المجلس سوف يستضيف مؤتمر أدباء وفنانين من أجل التغيير، مؤكدا أن منظمى المؤتمر، طلبوا ذلك دون التدخل فى محاورهم، أو محتوى المؤتمر، لافتا الى أن الوزارة ستدعم المؤتمر، ليس فقط بتوفير القاعات، وإنما أى أدوات تحتاجها جماعة أدباء وفنانين من أجل التغيير" لانجاحه. وتضم "أدباء وفنانين من أجل التغيير" مجموعة من المثقفين أبرزهم الناشر محمد هاشم، والكاتب حمدى أبوجليل، والناقدة د.شيرين أبو النجا، والمخرج مجدى أحمد على، والشاعر إبراهيم داود. ومن ناحيته جدد الشاعر رفعت سلام أحد منظمي مؤتمر المثقفين المستقلين رفض فكرة إقامة المؤتمر في أي مؤسسة حكومية تابعة لوزارة الثقافة وقال "لن نقيم أي نشاط لنا بالمجلس أو اي مؤسسة ثقافية أخري تابعة للدولة، لأن أفكارنا تقوم علي استقلالية المثقف عن المؤسسة الحكومية، ولفت إلى أن المسألة لا تخص النظام السابق فقط، لكنها متعلقة بضرورة استقلال المثقفين في جميع الحالات، مؤكدا أن وزارة الثقافة لا تزال تعمل بمنهج فاروق حسني في الإدارة ولا تنتمي للثورة في شيء. وشدد سلام على أن وزير الثقافة الحالي عماد أبو غازي لم يستطع أن يتحرر من طريقة فاروق حسني ولا أن يتخلص من أدواته، وهذا ما يدعونا للحذر البالغ إزاء الفجوة المخيفة بين تصريحات الوزير العلنية وممارساته التي يقوم بها على أرض الواقع. وقال سلام إن الجماعة الثقافية الداعية لعقد مؤتمر للمثقفين المستقلين لاتزال تناقش المحاور المقترحة وتدرس الموعد المقترح لعقد المؤتمر في ظل المتغييرات التي شهدتها مصر مؤخرا بما يفرض التعامل مع مستجدات ما بعد الثورة وفصل كثير من الأوراق المختلطة، في الواقع الثقافي وفي الوزارة.