طالب صناع الفركة بمركز نقادة بمحافظة قنا بالاتجاه بمنتجاتهم للأسواق الإفريقية ثانية بجانب السياحة وقال أصحاب الورش ل"بوابة الأهرام": إن الفركة النقادية تعتقد فيها الشعوب الإفريقية كالسودان وأثيوبيا وكينيا ويرون أنها تجلب لهم البركة والحظ الوافر، بجانب أنها تتماشى مع تقاليدهم في الأزياء، بل إن هناك كثيرًا من العائلات النقادية استوطنت إفريقيا من قديم الزمان بسبب هذه التجارة المهمة. الصانع محمد عبد الجليل، قال لنا الفركة عبارة عن منتجات مصنعة من الحرير والقطن تمر صناعتها بعدة مراحل تبدأ أولا بصباغة الخيوط بألوان زاهية ثم صف الخيوط بطريقة هندسية على النول اليدوى الذي هو فرعوني في الأساس والمنوال تتفرع في أطرافه يمينا ويسارا، حيث يجلس الصانع في حفرة أرضية ويمد قدميه لتحريك المنوال باليد أثناء ضبط الخيوط فتخرج القطع منه وهى قطع يشكلها الصانع حيث يشاء ملايات أو أحجبة أو حبر لغطاء النساء في الخروج. ويضيف عبد الجليل التجار الكبار أمثال وليم إسكندر أو جابر الوزانى أو بيت أبو عسول كانوا يأخدون القطع ويذهبون بها للسودان ويبيعوها فالسودانيون كانوا لايتمون زواجهم إلا بالفركة النقادية اللي إحنا أطلقنا عليها فركة سوداني لعشقهم لها وكذلك أثيوبيا وكينيا حيث الفركة تتيح للمرأة الإفريقية أن تلفها حول جسدها في الخروج لتعطيها الوقار والزينة وأكد عبد الجليل قائلاً: إن غلق أسواق إفريقيا في وجوه صناع الفركة جعلهم لاينتجون الفركة السوداني والإفريقية إلا نادرا ويتجهون فقط إلى صناعة فركة تخدم السوق السياحي الذي هو في كساد وأضاف أن الحكومة تأخذ ضرائب باهظة من التجار وأن غلاء أسعار الخيوط يؤثر على الصناعة لذلك لابد أن تدعمنا الحكومة. الباحث الشعبي وابن مدينة نقادة الطيب أديب قال لنا :منذ تدهور العصر الذهبي للفركة والذي بدأ من ثمانينيات القرن الماضي بسبب تدهور الأحوال الاقتصادية للبلاد الإفريقية، مما جعل أغلب الورش في نقادة تغلق نشاطها حتى استطاع شمروخ مقار في التسعينيات من القرن الماضي من الوصول إلى الأسواق الأوروبية بمجهوداته الذاتية فاشترك في عدة معارض دولية في باريس وفنزويلا ونيودلهى وروما ومدريد وبرلين للتعريف بالفركة النقادية من خارج الأسواق الإفريقية وقد تمكن شمروخ من تصنيع عدة أشكال للملايات التقليدية بجانب منتجات حديثة كالستائر والكوفيات والمفارش وغيرها، مما جعل السوق الأوروبى يطلب هذه المنتجات ومن هنا فتحت للفركة النقادية سوقًا أوروبيًا ولكن مغايرة للسوق الإفريقية. ويضيف أديب أن هذه المجهودات مجهودات ذاتية ولم تقم الحكومة بالدعم فالصناع هم الذين كانوا يتكلفون على حسابهم الشخصي تكاليف الشحن والسفر والإقامة بجانب عدم قدرات الجمعيات الأهلية المهتمة بالصناعات التراثية، على توفير بدائل اقتصادية وإعانة الصناع على الصناعة وهذا ماجعل الصنعة مهددة أما بالانقراض والتوقف أو الاتجاه لصناعة منتجة للسوق المحلى ولبعض المنتجات السياحية فقط دون أن تكون هناك رؤية أوسع لفتح أسواق تصديرية عالية بل على الحكومة المصرية أن تتجه ثانية للسوق الإفريقية فهي منفذ تصديري مهم لجلب العملات الصعبة نظرا لما لدى الفركة النقادية من اعتقادات شعبية عند القبائل الأفريقية. الصانع حامد عبادي يتذكر الفركة السودانية القديمة والتي كان مهتما أن يضع فيها مسبعات للحظ والسعادة وجيبا للحجاب لدرء الحسد ويقول: "والله يابنى دى كانت أيام حلوة وجميلة وأجمل مافيها روح التحدي لإنهاء القطع بسرعة، بجانب ختم القماش بختم نقادة اللي ماكانتش تتباع إلا وهو عليها، أما الآن فإن الغلاء يضرب هذه الصناعة بل أصبح الشباب ينفر منها لدخلها البسيط ولما هيموت جيل العجائز الحالي ممكن تنقرض." وأضاف عبادي تبقى الأنوال القديمة تذكرنا بحركة الوصل الإفريقية للشقيق السوداني وللسوق الإفريقى الذي أصبح مسدودا لدرجة أنها أثرت على أهل نقادة.