أعلن د.عبد الواحد النبوي وزير الثقافة أن افتتاح متحف نجيب محفوظ سيتم في موعده في ديسمبر المقبل، ذكرى ميلاد محفوظ. جاء ذلك بعد الشكوك التي أثيرت حول مدى جدية الوزارة في إنشاء المتحف الذي طالما انتظره المصريون منذ سنوات دون أن يتحقق. تزامنت مع هذا التصريح، دعوة أطلقها وزير الثقافة الأسبق د. جابر عصفور، خلال ندوة لمناقشة كتاب "حوارات نجيب محفوظ" للكاتب محمد سلماوي بجريدة الأهرام، حيث دعا المثقفين للتوقيع على بيان في حملة تتبناها جريدة "الأهرام" لمطالبة رئيس الوزراء إبراهيم محلب بسرعة إنشاء متحف محفوظ بجهود أهلية. والدعوات لإقامة المتحف بدأت في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني الذي رحب تماما بالأمر، ليتولى د.جابر عصفور رئاسة اللجنة المشرفة على إنشائه، التي كانت منوطة بتحديد الموقع المناسب لإنشائه. وبالفعل وقع اختيار اللجنة على وكالة محمد أبو الدهب، وأعلنت الوزارة آنذاك عن عزمها على تنفيذ المشروع، بيد أن خطوات جدية لم تتخذ. استمر هذا التسويف من وزارة الثقافة حتى انفصلت وزارة الآثار عنها لتصبح وزارة مستقلة، الأمر الذي أشعل أزمة جديدة؛ حيث آلت السيادة على وكالة محمد أبو الدهب من وزارة الثقافة إلى وزارة الآثار. وبعد تجدد المطالبات بإنشاء المتحف خاطبت وزارة الثقافة وزارة الآثار لإنشاء المتحف على وكالة محمد أبو أدهب، إلا أن الأخيرة رفضت رفضا باتا، في موقف يدفع للدهشة، ويثير التساؤل حول السبب الذي قد يدفع الوزارة لرفض المساهمة في إنشاء متحف لأديب عالمي. سلماوي انتقد موقف وزارة الآثار داعيا المثقفين لعدم السكوت على موقف الوزارة الغريب، حسب وصفه. وكان النبوي قد أعلن خلال احتفالية "في حب الأستاذ" التي أقيمت لإحياء ذكرى نجيب محفوظ، أن المتحف سيتم افتتاحه في شهر ديسمبر احتفالا بذكرى ميلاد محفوظ، ولكن في موقع جديد وهو قصر الأمير بشتاك، رغم أن عصفور يؤكد أن وكالة أبو الدهب كانت هي الموقع الأنسب. الأزمة لم تتوقف عند ذلك، بل ما زالت الشكوك قائمة حول مدى جدية الوزارة في إنشاء المتحف، بخاصة بعدما أعلن سلماوي أن لديه خمسمائة ساعة مسجلة بصوت محفوظ، بالإضافة لعدد من المقتنيات التي تخص محفوظ، بما يكفي لإنشاء عدة متاحف، كما أعلن أكثر من شخص ممن كانت لهم صلة بمحفوظ عن أنهم يمتلكون عددا هائلا من المخطوطات والمقتنيات. ورغم ذلك فإن وزارة الثقافة لم تتوجه سوى لأسرة محفوظ طالبة منها مد المتحف بمقتنياته، التي مهما كثرت فإنها ستظل ضئيلة مقارنة بما لدى أصدقائه وتلاميذه، وهم كثر. تسعة أعوام مرت على رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، الذي حمل مصر إلى كبرى منصات التكريم التي عرفها التاريخ، ورغم ذلك ما زال موقف الوزارتين، الثقافة والآثار، مثيرا للدهشة، فهل يليق هذا التقاعس والتباطؤ، بل والتعطيل المتعمد في بعض الأحيان، بمحفوظ؟ لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :