رفض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الأربعاء الدعوات الموجهة لبلاده لقبول مئات الآلاف من اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا. وقال كاميرون لتليفزيون "آي تي في" ووسائل إعلامية أخرى: "لقد استقبلنا عددا من طالبي اللجوء الحقيقيين من مخيمات اللاجئين السوريين". وأضاف: "إلا أننا نعتقد أن أهم شيء هو محاولة إحلال السلام والاستقرار في هذا الجزء من العالم". وأكد: "لا أعتقد أن هناك حلا يمكن أن يتم التوصل إليه ببساطة عن طريق استقبال المزيد والمزيد من اللاجئين". وجاءت تصريحات كاميرون بعد أن وجهت إيفيت كوبر، المرشحة لزعامة حزب العمال المعارض، الدعوة إلى بريطانيا لقبول 10 آلاف لاجئ جديد على الأقل من سوريا ومن دول أخرى مزقها الصراع. وقالت كوبر في خطاب لها أمس الثلاثاء في "مركز الإصلاح الأوروبي" للأبحاث الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له، إن "مئات الآلاف من اللاجئين يفرون من الاستبدادية الجديدة، ويتعين على أوروبا المساعدة (في ذلك)، مثلما فعلنا مع الأجيال السابقة تماما". وقال ستيفان ماير، مشرع ألماني تابع لتحالف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن من شأن ردود فعل الدول المختلفة في الاتحاد الأوروبي تجاه أزمة اللاجئين قد يسبب "تحولات في العلاقات الثنائية". وقال ماير لصحيفة تايمز: "اذا استمرت الحكومة البريطانية في التمسك بموقفها بأن بريطانيا العظمى خارج النادي (الاتحاد الأوروبي) في هذه المهمة الكبيرة في المشاركة في تحمل عبء اللاجئين، فمن المؤكد هذا يمكن أن يتسبب في إلحاق بعض الضرر بالعلاقة الثنائية بين بريطانيا وألمانيا". وأشار ماير إلى أن موقف كاميرون بإمكانه أن يؤثر أيضا على إعادة تفاوضه على شروط عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، والذي يخطط للانتهاء منها ها قبل إجراء استفتاء على استمرار عضوية بريطانيا في التكتل أو الخروج منه بحلول نهاية العام المقبل. وقال اندي برنهام، الذي يأمل في الحصول على زعامة حزب العمال، إن القيادة البريطانية أظهرت "غيابا ملحوظا على الساحة العالمية"، وخصوصا خلال أزمة اللاجئين المتفاقمة. وتابع برنهام خلال كلمة ألقاها في لندن: حكومتنا لم تفعل أي شىء ودفنت رأسها في الرمال واستخدمت لغة مهينة لوصف أناس يائسين".