تحدث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عن اتصالات "إيجابية" من أجل إرساء تهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل في قطاع غزة. ومشعل هو أول قيادي في حماس يتحدث علنا عن اتصالات مع إسرائيل عبر "وسطاء". وقال مشعل في مقتطفات من مقابلة مع صحيفة "العربي الجديد" تنشر كاملة السبت أن "الاتصالات الخاصة بجهود بعض الوسطاء للتهدئة في قطاع غزة تبدو إيجابية، لكن حتى الآن لم نصل إلى اتفاق". ونفت إسرائيل التي تعتبر حماس منظمة إرهابية الإثنين الماضي، إجراء أي اتصالات مع الحركة، حتى لو كانت غير مباشرة. من جهتها، اتهمت السلطة الفلسطينية حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالسعي إلى تكريس الانفصال بين الأراضي الفلسطينية عبر محاولة التوصل سرا إلى اتفاق مع إسرائيل. وقال أحمد عساف المتحدث باسم حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس لإذاعة صوت فلسطين مساء الإثنين إن ما تقوم به حماس "هو خروج عن الإجماع الوطني والشرعية وتكريس للانقسام وفصل لقطاع غزة عن بقية أراضي الدولة الفلسطينية". وإذ أكد مشعل أن حركته "منفتحة على كل الجهود"، اشترط "ألا يكون ذلك على حساب المصلحة الوطنية ولا الثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني". وأوضح أن "الرئيس المستقيل للجنة الرباعية للسلام توني بلير وغيره، طرحوا بالفعل فكرة التهدئة لبعض سنوات، وسموها هدنة، وكان جوابنا: لا نحتاج لا إلى تهدئة ولا إلى هدنة، لا نحتاج إلى مصطلحات جديدة، فنحن لا نريد حروبا، لكن هناك مقاومة مشروعة ستظل مستمرة ضد الاحتلال طالما هناك احتلال واستيطان، لكن لا نسعى إلى حروب". ولفت مشعل إلى أن "الحديث يدور حول المشكلات التي يعاني منها القطاع مثل الإعمار، ورفع الحصار، وفتح المعابر والميناء والمطار، وأخيرًا البنى التحتية من مياه وكهرباء وطرق". ونشر إعلام عربي وتركي تقارير في الأسابيع الأخيرة، نقلها بعد ذلك الإعلام الإسرائيلي مفادها أن إسرائيل وحركة حماس تجريان محادثات. وطبقا للتقارير، فإن تلك المحادثات تهدف إلى التوصل إلى هدنة تستمر ثماني إلى عشر سنوات على أن ترفع إسرائيل حصارها لقطاع غزة.