طالبت أوغندا الفصائل المتحاربة في جنوب السودان، اليوم الثلاثاء، بتنحية مطالبها الذاتية جانبًا، وإبرام اتفاق سلام، وذلك بعد يوم من رفض رئيس جنوب السودان سلفا كير توقيع اتفاق لإنهاء صراع مستمر منذ 20 شهرًا. جاء هذا الطلب بكلمات جافة، تؤكد نفاد صبر القوى الإفريقية، والعالمية، إزاء تكرار انهيار وقف إطلاق النار ، وما تم التوصل إليه من اتفاقات في جنوب السودان، أحدث دول العالم. وقد هددت واشنطن بفرض عقوبات على زعماء جنوب السودان، في حين تقول جماعات الإغاثة إن القتال جعل الآلاف يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء. وطلب كير مهلة 15 يومًا أخرى، لبحث الاتفاق ،متجاهلًا ضغوط الوسطاء الإقليميين للوفاء بموعد نهائي، انقضى، أمس الإثنين، للتوصل إلى اتفاق. وفي وقت سابق شوهد الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني وهو يندفع غاضبا من المباحثات التي كانت تجري في إثيوبيا. وقال شابان بانتاريزا المتحدث باسم الحكومة الأوغندية إن الحكومة "تعلم مدى صعوبة التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتحاربة، خاصة عندما يكون إحساس الأطراف المتحاربة بذاتها متضخمًا، وعندما تضع هذه الأطراف مصالحها الشخصية قبل المصلحة الوطنية". وكان جنوب السودان الذي استقل عن السودان في العام 2011 قد انزلق إلى حالة من الفوضى، في ديسمبر من العام 2013 ، عندما تحول خلاف سياسي بين كير ونائبه ريك مشار إلى صراع مسلح، طفت معه مشاكل عرقية على السطح من جديد. واتهمت جماعات حقوقية الجانبين بارتكاب انتهاكات، والقتل العشوائي في الاشتباكات، والغارات التي قاتلت فيها قبائل النوير، التي ينتمي إليها مشار، قبائل الدنكا، التي ينتمي إليها كير. وقد وقع مشار الاتفاق ، أمس الإثنين، لكن كير لم يوقع سوى بالأحرف الأولى. وقال عضو بفريق الوساطة التابع لمجموعة ايجاد الإقليمية لرويترز إن كير لديه تحفظات على خطة اعتبار جوبا منطقة منزوعة السلاح. وأضاف أن كير سعى لإلغاء بند يدعو إلى إجراء مشاورات مع مشار حول "الصلاحيات والمهام والمسئوليات"، التي سيتولاها في أي حكومة مستقبلًا ، وقد حث دبلوماسيون غربيون كير على المسارعة لقبول الاتفاق. وقال توبياس إلوود الوزير البريطاني لشئون الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، ووسط آسيا للصحفيين، أمس الإثنين، إن "الكارثة الإنسانية في جنوب السودان هائلة. ونحن نحتاج لإسكات المدافع". فيما قالت فديريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنها تدعم مساعي إيجاد وقف إطلاق النار، وتيسير الاتصال بسكان جنوب السودان للأغراض الإنسانية. وقال مكتبها، في بيان له، إن عدم الالتزام بذلك ستكون له عواقبه. وسقط في الاشتباكات أكثر من عشرة آلاف قتيل، ونزح أكثر من مليونين عن بيوتهم، في واحد من أفقر بلدان إفريقيا.