فى مثل هذا اليوم 13 مايو عام 1833، توفى زعيم ثورة القاهرة الثانية ونقيب الأشراف السيد عمر مكرم بعد رحلة كفاح طويلة مع الفرنسيين والأنجليز فى مصر. ولد عمر مكرم، فى محافظة أسيوط عام 1750 فى أسرة يمتد نسبها إلى الإمام على بن طالب رضى الله عنه نشأ وتربى على كرهه للمحتل والعمل على تحرير تراب الأرض , فاتخذه المصريون زعيما لهم منذ الصغر ضد المماليك والفرنسيين والإنجليز إلى وقوفه ضد الحاكم المستبد خورشيد باشا. تعلم مكرم، فى الأزهر الشريف وتولى نقابة الأشراف فى مصر عام 1793 وكانت الحملة الفرنسية قد غزت مصر فقام مكرم بتنظيم المقاومة الشعبية وقادها ضد الفرنسيين فى موقعة الأهرام ودخل الفرنسيين القاهرة وعرضوا عليه عضوية الديوان فرفضها وسافر إلى الشام وعاد سنة 1800 حيث كانت ثورة القاهرة الثانية فى بدايتها فبايعه المصريون على قيادة الثورة لكنه هرب بعد هزيمة الثورة خارج مصر مرة أخرى وقام الفرنسيون بمصادرة كافة ممتلكاته وعاد بعد رحيل الفرنسيين عن مصر. نظم عمر مكرم صفوف المقاومة الشعبية عندما جاءت حملة فريزر إلى مصر ونجح فى هزيمة الإنجليز فى رشيد حتى خرجوا من مصر وفى إطار نضال السيد عمر مكرم ضد الاستبداد والمظالم نجده قائدا للنضال الشعبى ضد الأمراء المماليك عام 1804 وضد خورشيد باشا وفى الثانى من مايو من عام 1805 بدأت الثورة التى عمت أنحاء القاهرة واجتمع العلماء بالأزهر وأضربوا عن القاء دروس العلم وأغلقت كافة دكاكين المدينة وأسواقها واحتشدت الجماهير فى الشوارع والميادين ناقمين على سوء الأوضاع وما وصلت إليه البلاد. فشلت المفاوضات التي بدأت مع الوالى للرجوع عن تصرفاته الظالمة فى معاملة الأهالى وفرض الضرائب الباهظة واستطاعت الجماهير خلعة فى 13 مايو وتمت تولية محمد على حكم مصر واشترطوا عليه العدل وإقامة الأحكام والشرائع والإقلاع عن الظلم وإذا خالف هذه الشروط عزلوه إلى جانب إقرار مبدأ الشورى وعدم الانفراد بالقرار والرجوع إلى ممثلى الشعب من العلماء والأعيان عنذ اتخاذ أى قرارات واحترام إرادة الشعب. لكن عندما استقرت الأمور لمحمد على خاف من سيطرة نفوذ رجال الدين فنفى عمر مكرم إلى دمياط فى 9أغسطس 1809 وأقام بها أربعة أعوام ثم نقل إلى طنطا حيث توفى فى مثل هذا اليوم من عام 1833 .