قال المفكر المصري السيد ياسين اليوم الأحد أن المجتمع المصري تسوده الآن فوضي القيم لسوء فهم العديد من المفاهيم المطروحة كمفهوم الدولة المدنية والعلمانية وانتقد ياسين ما أسماه بسذاجة بعض السياسيين المصريين في التعامل مع تلك المفاهيم وخص بالذكر مرشحي الرئاسة الذين وقعوا في الأفخاخ التي نصبها لهم الإعلام بإغوائهم بالحديث عن قرارتهم المستقبلية إذا ما تولوا الحكم حتي أن أحدهم تعهد بإعدام مبارك إذا ما تولي في خطوة تتجاهل الإجراءات الدستورية والقانونية. جاء ذلك في صالون المركز القومي للترجمة اليوم بالمجلس الأعلي للثقافة لماقشة كتاب "محاكمات فنية وأدبية وفكرية" والذي قام د. رمسيس عوض بترجمته وشارك في الندوة ود. رمسيس عوض مترجم الكتاب و د. أنيسة حسونة ود. بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان وكان من ضمن الحضور الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي. وأضاف يسين أن هناك بعض القوي التي تحاول القفز علي الثورة وهي لم تشارك فيها ولا علاقة لها بها وانتقد ظهور مسميات أديب الثورة ومغني الثورة. وقال ياسين عن الكتاب أنه يتعرض لفترة هامة جداً من تاريخ الولاياتالمتحدة وهي فترة المكارثية (نسبة إلي السيناتور الجمهوري جوزيف مكارثي) وهي الفترة التي تم فيها توجيه الاتهام إلي كل من له علاقة بالشيوعية من قريب أو من بعيد ويستعرض الكتاب نصوص للمحاكمات والتحقيقات التي جرت مع فنانين وأدباء ومغنيين مشهورين بتهمة التعاطف مع الشيوعية التي كانت الولاياتالمتحدة تعاديها. وأضاف ياسين أن المكارثية لم تنته بانتهاء تلك الحقبة الفاشية في الولاياتالمتحدة وإنما عادت بعد أحداث 11 سبتمبر مع قانون الوطنية الذي أقره بوش. واعتبر يسين الإرهاب والفاشية والحجر علي الرأي ظاهرة عالمية لا تقتصر فقط علي مصر وإنما في دول أخري كثيرة من بينها الولاياتالمتحدة التي تشهد لها المكارثية بتهمة الحجر علي الرأي. وقالت د. أنيسة حسونة إن مناقشة هذا الكتاب مهمة لسياقنا الثقافي الآن، فعلي الرغم من أنه لا توجد تهمة بالمكارثية هنا إلا أن المناخ العام في مصر تسوده الآن حالة من الاستعداد للتصنيف والتخوين والإتهام في الولاء ومحاولات لإقحام الدين في المناقشات دون مبررات وقالت إن هذا الجو الثقافي سيؤدي بمصر إلي منزلق خطير يصعب إصلاحه، وشددت علي دور المثقفين في الفترة القادمة كقادة للرأي في البلاد. واتفق د. بهي الدين حسن معها فقال إن الكتاب الذي يناقش قضية الإرهاب الفكري في الولاياتالمتحدة في فترة الخمسينيات مفيد في وقتنا الراهن حيث إن الإرهاب الفكري ظاهرة موجودة في مصر وكما استخدمت الفاشية في أمريكا استراتيجيات التخوف من السوفييت لإبقاء المجتمع الأمريكي تحت السيطرة، استخدم النظام السابق فزاعات الأمن القومي علي مدي عقود وقد اشترك العديد من المثقفين عن قصد أو غير قصد ورقصوا علي دقات طبول الأمن القومي وعليهم الآن أن يراجعوا أنفسهم بعد الثورة. وقال حسن أن الأوان قد حان ليقوم المثقفين المصريين بمواجهة الفاشية الفكرية في بلادنا ولا نكتفي فقط بترجمة الكتب عنها.