أكدالشيخ شوقي عبد الطيف وكيل أول وزارة الأوقاف أن مصر منذ أن دخلها الإسلام تعيش في أمن وسلام، وقد استقبل مسيحيو مصر المسلمين وساعدوهم علي فتح مصر، وقام المسلمون بقيادة عمرو بن العاص بالحفاظ علي الكنائس وتوفير الأمن والأمان للمسيحيين بعد صلف وغرور الرومان. ومنذ الفتح الإسلامي يعيش أبناء الوطن في خندق واحد لأن مصر هي سفينة النجاة لهم جميعا وتضمهم إلي صدرها لا تفرق بين واحد منهم، وقد عاشوا علي مر التاريخ أخوة متاحبين يتعاونون علي البر والتقوي في السراء والضراء، ويصدون الهجمات البربرية التي حاولت النيل من مصر، فالكل يعيش تحت سماء واحدة وفوق أرض واحدة، وهكذا عاش أبناء الوطن إلي أن طلت الفتنة الطائفية علي أرض مصر الطيبة وأشعل نار الفتنة بعض الخبثاء الذين يمكرون بمصر وأهلها ويعملون علي إسقاط مصر ومحاولة تهميشها. وناشد كل أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين بأن يتصدوا لهذه الأعمال المخربة وأن يحاولوا جاهدين الضرب بيد من حديد علي أيدي العابثين بمقدرات مصرنا فالدين لله والوطن للجميع. أما الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهرالأسبق فيقول: هذه الأحداث خارج إطار الدين والأعراف والتقاليد ولا يصح أن تحدث في مصر بلد الأزهر الشريف ، والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم عندما هاجر من مكةالمكرمة للمدينة المنورة كان أول شئ فعله أن بني المسجد وقام بالإيخاء بين الأوس والخزرج. ثم قام صلي الله عليه وسلم بإقامة أول وحدة وطنية في التاريخ وتمت تلك الوحدة بميثاق المدينة الذى عاهد فيه اليهود أن لهم ما للمسلمين من حقوق وعليهم ما على المسلمين من التزامات وقد كفل لهم الإسلام كل حقوقهم. وأيضا عندما استقبل وفد نصارى نجران وأقامهم فى مسجد قباء وأمرهم أن يؤدوا صلواتهم فى مسجد قباء وطلب من سيدنا عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف أن يقوموا برعايتهم وخدمتهم ، وحين استقبلهم الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا له لا نريد الدخول فى الإسلام فقال لهم لكم ذلك بشرط دفع الجزية التى هى مقابل حمايتهم. والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وجهه ربه لأن يترك الناس على حريتهم الشخصية فى الإيمان والاعتقاد وذلك قول الله تعالى "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" والحكمة من ذلك أن يستقر الإيمان عن يقين فى القلوب حتى تتحقق الأخلاق الحميدة ويبنى المجمع الذى تحكمه الأخلاق وتوجهه المثل العليا فيعيش المجتمع قوى البنيان متماسك اللبنات وكل أفراده يتعاونون على الخير. من جانبه الشيخ أحمد ترك إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية فأكد أن هناك من يريد إشعال الفوضي في كل مناطق الوطن، والملاحظ أنه كلما أطفأت فتنة في مكان اتقدت في مكان آخر، وبدأت تلك الفتن والدعاوي المتشددة بهدم الأضرحة، وإقامة الحدود وغيرها وكأن هناك خريطة طريق رسمها أعداء الوطن لتحويل مصر إلي أرض صراع مرة ما بين المسلمين بعضهم البعض ومرة أخري بين المسلمين والمسيحيين، ومعظم هذه الأحداث تقع في المناطق الشعبية التي يسهل فيها إثارة الناس وتأجيج الخلاف بينهم، وهذه الخلافات يتورط فيها ويسببها جهلاء المسلمين والمسيحيين وهم يحسبون أنهم يحصنون صنعا ، وبالتالي علينا نحن رجال الدين أن نخرج من بيوتنا ومساجدنا وكنائسنا حتي نخمد تلك الفتن ونواجهها بالفكر والرأي حفاظا علي الوطن.