أثار التوصل إلى اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس في القاهرة العديد من ردود الأفعال محليًا ودوليًا على مستويات عدة وفي دوائر سياسية مختلفة، وتباينت ردود الأفعال ما بين الترحيب والتهنئة، وما بين التهديد والقلق والترقب. ففي إسرائيل جاء رد الفعل سلبيا، حيث أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن على السلطة الفلسطينية أن تختار إما السلام مع إسرائيل أو السلام مع حماس، قائلا "ليس من الممكن قيام سلام مع الإثنين". وأشار نتنياهو إلى أن الحكومة الإسرائيلية لديها من أوراق الضغط ما يغير قواعد اللعبة السياسية علي الأرض حتي وإن اتفقت فتح وحماس .. يأتي ذلك بينما من المتوقع أن يلقي نتنياهو كلمة أمام اجتماع مشترك لمجلسي الكونجرس الأمريكي خلال زيارة لواشنطن الشهر القادم حيث يعتزم شرح خطته لاستئناف محادثات السلام المتوقفة مع السلطة الفلسطينية التي يقودها عباس والتي تسيطر على الضفة الغربية. من جانبها أعلنت أمريكا أنها تسعى للحصول على مزيد من المعلومات بشأن الاتفاق الذي وردت أنباء عن التوصل إليه، ويقضي بتشكيل حكومة مؤقتة وهو مادفع تومي فيتور أحد المتحدثين باسم البيت الأبيض إلي القول "ان الولاياتالمتحدة تؤيد المصالحة الفلسطينية على أساس ما يعزز قضية السلام، ولكن حماس منظمة إرهابية تستهدف المدنيين، ولكي تلعب أي حكومة فلسطينية دورا بناء في تحقيق السلام فإن عليها القبول بمبادئ اللجنة الرباعية وتنبذ العنف وتلتزم بالاتفاقات السابقة وتعترف بحق إسرائيل في الوجود". وبالنسبة للوضع الداخلي الفلسطيني، رحب د.أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطينى بتوقيع الاتفاق، واصفا التوقيع بأنه حدث تاريخي في حياة ومسيرة الشعب الفلسطينى ويؤشر إلى مرحلة جديدة من الوحدة والوفاق ويؤذن ببداية عهد جديد من العمل الوطني المشترك القائم على التعاون والتكاتف والاحترام المتبادل. كما نددت حركة حماس بما إعتبرته تدخلا في الشئون الداخلية، وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس المقالة في غزة "إسرائيل غير معنية بالمصالحة الفلسطينية وكانت فيما مضى عقبة في طريقها". تصريحات النونو جاءت متفقة تماما مع نبيل أبوردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية الذي أكد نفس المعني وندد بالتدخل الإسرائيلي في مسألة المصالحة بإعتبارها "شأن داخلي لايعني إسرائيل في شيئ"، وطالب أبو ردينة نتانياهو "بان يختار بين السلام والاستيطان"، موضحا "أننا ملتزمون بعملية سلام جادة وعادلة تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف". إعلان التوصل إلي الاتفاق بين فتح وحماس كان له أكبر الأثر ايضا على مستوى القوى والتيارات السياسية المختلفة في مصر ورام الله وغزة فقد سارع الإخوان المسلمين بمباركة هذا الاتفاق واعتبروها خطوة مهمة في سياق القضية الفلسطينية وورقة ضغط يمكن الاستناد إليها عند التفاوض، أما حزب الوفد المصري فقد وصف إتفاق المصالحة بأنه خطوة هامة لحل القضية الفلسطينية، وأعرب السيد البدوي رئيس الحزب عن سعادته الغامرة بالاتفاق.