دائما ما يتمنى كل رجل أن تكون لديه من ذريته ولد، ولما لا وهو يري فيه المعين علي متاعب وأعباء الحياة، والسند عند الكبر، وهو من سوف يجعل من اسمه ممتدا بعد مماته، وكان هذا تحديدا شعور هذا الأب عندما أنجبت له زوجته ولدا، ليكون له السند، فعمل علي تربيته وتعليمه والاعتناء به، حتي يكون رجلا يفتخر به أمام الجميع. لم يكن المجني عليه يتخيل أن هذا الابن هو من سيكون سبب موته، بعد إدمانه المخدرات، ولم يكن يتصور أنه كان يربي قاتله وليس ابنه الذي سانده حتي سار رجلا وساعده على الزواج من الفتاة التي اختارها، فما كان منه عند مروره بضائقة مالية إلا أن فكر فى قتل والده الذي كان يقف إلى جانبه دائما، قتله فقط من أجل الحصول على أمواله. كانت المخدرات التي أدمنها أحمد سبب في تعرضه للكثير من المشاكل المادية، حتي أنه قد تم طرده من عمله بسبب إدمانه، مما زاد أحواله سوء، خاصة أنه كان زوجا وأبا لطفلتين، لم يكن يعلم حينها ماذا يفعل، ولم يفكر فى شىء سوى التخلص من والده صاحب الخمسين عاما، لكي يأخذ ميراثه. وفي يوم الحادث أخذ أحمد مخدر الترامادول، الذي اعتاد عليه، ثم ذهب إلى والده لينفذ مخططه الشيطاني، فجلس معه بعض الوقت وحكى له عما يمر به من ضائقة، فطلب منه والده أن يتوقف عن تناول المخدرات، وأن يعتمد على نفسه، ثم طلب منه الذهاب معه لشراء بعض المستلزمات من الخارج. كان رفض الأب بمثابة تأكيد للخطة التى جاء وضعها الابن، لذلك قام بتنفيذها عندما ركبا السيارة معا، بعدما أوهم والده بوجود شىء فى عجلات السيارة، وأنه سوف يذهب ليري ما بها، ثم غافله وقام بخنقه مستخدما الشال الذى كان يرتديه حول رقبته دون أن يطرف له جفن، وتركه جثة هامدة فى السيارة بعد أن أخذ منه البطاقة الائتمانية الخاصة به ليستولى بها على أمواله، ولكنه اضطر إلى تقديم محضر فى قسم الشرطة، عندما بدأ أهله فى السؤال عن والده المختفى. لم يكن القدر إلى جانبه، حيث كشفت التحريات جريمته، وأنه هو المستفيد الوحيد من قتل والده، وعند إلقاء القبض عليه اعترف بتفاصيل جريمته، وتمت إحالته للمحاكمة.