قال الروائي فؤاد قنديل:إن نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس استطاعا أن يقدما لنا تجربة حقيقية عن المرأة في القرن العشرين وما تلاه، لكنه انتقد امتلاء روايات نجيب محفوظ بالعاهرات بشكل وصفه بالمبالغ فيه وغير المبرر. وتساءل خلال صالون نجيب محفوظ الثالث، والذي تناول "المرأة في أدب نجيب محفوظ"، قائلًا :" لماذا -مثلا- في رواية القاهرةالجديدة، تكون أم البطلة عاهرة وأبوها قواد لتصير البطلة عاهرة؟ فالفقر وحده كاف لتؤول إلى ذلك المصير". وأوضح: "في القاهرةالجديدة قدم لنا محفوظ نموذج "إحسان شحاتة"، كنموذج من النماذج المتأثرة بالفقر المدقع، لذا كان من السهل سقوطها، كما حدث في الرواية، وقد تكرر الأمر نفسه في رواية بداية ونهاية، فليست الشخصيات هي البطلة في روايات محفوظ وإنما الفقر هو البطل، في الحقيقة لقد ظهرت روايات محفوظ ممتلئة بالعاهرات بشكل أراه مبالغ فيه، لعله أراد أن يلمس الجانب الإنساني لهن، لكنه مع ذلك فقد بدا استخدامهن في بعض روايته غير مبرر، لكنه وبالرغم من ذلك فقد لعبت المرأة دورًا محوريًا في جميع رواياته، في دفع الأحداث، فهي التي تدفع الشخصيات –دائمًا- إلى ما تنتهي إليه". فيما اختلفت معه الناقدة ثناء أنس الوجود، التي أكدت أنه لا يمكن الحكم على نساء محفوظ بمعزل عن الرجل في روايته، وأشارت إلى أن النقاد اختلفوا في تناول نجيب محفوظ للمرأة في أدبه، ففريق اتهمه بتشويه صورة المرأة المصرية وإظهارها بشكل دائم على أنها عاهرة، وفريق أخر استمات في الدفاع عنه، وقال إن استخدام محفوظ للمرأة بهذا الشكل لأنه أراد أن يلمس البعد الإنساني فيها، وفي رأيي إن الفريقين على خطأ لأنهما تناولا المرأة بمعزل عن الرجل. وضربت ثناء أنس الوجود المثل بالثلاثية، لافتة إلى أن أمينة لو لم تتزوج السيد أحمد عبدالجواد لكانت أخرى غير أمينة التي عرفناها من الرواية، كذلك السيد أحمد عبدالجواد نفسه ذلك الرجل المتناقض صاحب الأربع وجوه المختلفة، والذي اختار نساءه بعناية ليعيش بينهن كما شهريار.