رفض عدد من النقاد تصريحات المهندس ناجح إبراهيم القيادي بالجماعات الإسلامية عن أدب وكتابات الروائي العالمي نجيب محفوظ، عميد الرواية العربية، متهمين إبراهيم بالتجني على كتابات محفوظ، وعدم الدراية الكافية بنصوص محفوظ، فضلا عن عدم قراءة رواياته والاكتفاء بمشاهدة أفلام حسن الإمام. كان ناجح إبراهيم قد هاجم في إحدى الصحف اليومية كتابات نجيب محفوظ، والتي تمر ذكرى رحيله السادسة اليوم، واتهمه بالعمل على إبراز إيجابيات "الراقصة" والاهتمام بالتفاصيل الجنسية، والتعرض للذات الإلهية؛ بجانب تشبيهه للإسلاميين بالكسالى. في البداية أوضح الناقد الدكتور حامد أبو أحمد أنه لا يمكن أن يحكم على هذا المبدع شخص ليس له صلة بالقيم الإبداعية وبعيد كل البعد عن الفن ولا يستطيع أن يقيم رجلا يعتبره التاريخ تراثا فكريا وروائيا وإبداعيا. موضحا أن نجيب محفوظ كتب قصة قصيرة تحت عنوان "زعبلاوي" عن الشخصية الدينية وكانت شخصية متكاملة وعالمية واحتار بها الأدباء والنقاد والناس لأنها كانت تصف رجل دين أو ما نسميه "درويش" وتناولها في أجمل صورة.كذلك رواية "ليالي ألف ليلة" وكيف كانت الشخصية الدينية فيها إيجابية ونموذجية وأثبتت أنها عمل إبداعي رائع وفن متكامل بصعب على أحد تقليدها أو إتباعها. فيما تناولت رواية "اللص والكلاب" أنه لم يضع قوائم دينية متطرفة ولم بذكر أبدا أن اليساريين فئة عير سلبية وأنها فقط شريحة مجتمعية يطرحها الكاتب ولم يعمم بتخاذل الإسلاميين أو تواكلهم. وردا من حامد على ما أثير حول تركيز نجيب محفوظ على الجانب الإيجابي في شخصية الراقصة أن ناجح إبراهيم يحكم عليه من خلال الأفلام التي يشاهدها فقط والتي كان يخرجها حسن الإمام, وكان يعتمد فيها على تصوير تلك الفترة الزمنية في مصر لكن ناجح إبراهيم لم يقرأ رواياته ولم يتعرف جيدًا على نجيب محفوظ, موضحًا أن نجيب صور المرأة في بعض رواياته غاية في الالتزام كرواية "السراب" كذلك في الثلاثية وزقاق المدق. مشيرًا إلى أن الشخصيات التي تناولها محفوظ شخوص واقعية وتتعايش معنا في حياتنا الاجتماعية ولكل رواية تفاصيلها الخاصة وشخصياتها التي تختص بالعمل الروائي نفسه ونظرة الكاتب لها وطريقة سرده وتحليله للواقع. من جانبها، رأت الناقدة الدكتور أماني فؤاد أن عميد الرواية العربية كان يقف على مسافة متساوية بين كافة التيارات وكان يكتب من منطلق إنساني واسع. وعندما انتقد الإخوان انتقد الفكر المنغلق الذي يتبناه بعض الإسلاميين فقد كانت رؤيته أشمل وأوسع, كان يرى أن الدين لابد أن يسموا بالذات الإنسانية والبشرية وضد أن نخضع الدين لأهواء سياسية واقتصادية, لذا كان يطلق بعض الإشارات الصوفية في روايات أمثال "اللص والكلاب", "أولاد حارتنا", "الطريق". وفيما يخص نظرة نجيب محفوظ للمرأة وما يقال حول تركيزه على نموذج المرأة الغانية قالت فؤاد: محفوظ قدم نماذج متعددة منها نموذج المرأة المثقفة والثائرة التي تسعي للتأثير في الوضع السياسي والاجتماعي في رواية ميرامار. وهي النموذج الإنساني المتطلع دائمًا وكان ذلك نموذج المرأة الحلم في كتابات نجيب محفوظ.كما قدم في ملحمة الحرافيش نموذج المرأة الأم والعشيقة والزوجة والمرأة المعطاءة, الجميلة, القبيحة, والمستغلة, في منظومة متنوعة للنماذج المرأة داخل المجتمع المصري. مستدركة: برغم كون نجيب محفوظ مبدع ذو عقلية تقدمية فعلينا ألا ننسي أنه نتاج مجتمع ذكوري وتأثر به بشكل من الأشكال. وأضافت أن التعامل مع الفن والأدب على نحو ضد الإسلاميين أو غير الإسلاميين, ضد المرأة أو يحترم المرأة غير مقبول من وجهة النظر الفنية لأن الفن يخرج من منظور القضايا الاجتماعية والدينية, ويناقش حياة مفتوحة ولا يمكن أن يحاكم على هذا النحو. كذلك، أكد الناقد الدكتور مصطفى بيومي أن إبراهيم ناجح لم يقرأ أدب نجيب محفوظ ورأيه غير دقيق ولا يجب أن يحكم عليه من أفلامه وأكد أن محفوظ صور عالم الدين كما هو في الواقع فمنهم من هو له سلوك حسن وآخر سيئ والمنافق والرافض للسلطة الاستبدادية. وأن هذه هي الطبيعة البشرية.كما أن نجيب تحدث عن الإسلام السياسي وعن من يعملون في السياسة تحت الشعارات الدينية وللدكتور مصطفى بيومي. وأضاف صاحب كتاب "نجيب محفوظ والإخوان المسلمون" أنه في هذا الكتاب قام برصد تطور العلاقة بين نجيب محفوظ وجماعة الإخوان، محللا كيف صور محفوظ الشخوص الإخوانية في رواياته. أما ما يخص اتهام محفوظ بإبراز ايجابيات الراقصة قال بيومي: صورة المرأة في أدب نجيب محفوظ هي أيضًا تجسيد الواقع؛ فهي الأم والأخت والمرأة العاملة والعاهرة والطيبة والشريرة.معربًا عن اندهاشه من حديث "ناجح إبراهيم" عن التفاصيل الجنسية في أدب نجيب محفوظ، مؤكدًا أن نجيب من أقل الكتاب الذين قدموا مشاهد جنسية في روايتهم، وأنه قدمها بشكل إيحائي واضح دون الخوض في تفاصيل، وتابع: الجنس جزء من نسيج الحياة ومذكور في القرآن فلماذا ينكر ناجح ذلك؟!! وشدد دكتور بيومي على أنه يجب التصدي لمثل هذه الآراء التي تتحدث عن جهل بالأدب وبأدب نجيب محفوظ خصوصا فهم يتحدثون عن رجل صوفي. وقال إن أصحاب مثل هذه الآراء هم مجموعة من الإرهابيين والتكفيريين الذين أفرزتهم ثورة 25 يناير وهم ضد الدولة المصرية الحديثة ويرون الطريق إلى ذلك هو محاربة المثقفين والمبدعين. حامد أبو أحمد : ناجح لم يقرأ أدب محفوظ.. ومصطفى بيومي: مهاجموه مجموعة من الإرهابيين والتكفيريين أماني فؤاد: كان يقف على مسافة متساوية بين كافة التيارات ويكتب من منطلق إنساني واسع