بكثير من الشغف يتابع الوسط الثقافي المصري المعركة التي فجرها أمس الجمعة الناقد صبري حافظ في مقاله بجريدة "الشروق" وشن فيها هجوما حادا على الكاتب الروائي جمال الغيطاني وهي معركة وجدت لها مكانا على موقع "فيسبوك"، غير أن مثقفين أكدوا ل"بوابة الأهرام" أن فيها كثيرا من "العنف اللفظي" لكنها في كل الأحوال تمثل مدخلا لانتقاد أوضاع المؤسسة الثقافية الرسمية ورجالها. في البداية قال الكاتب محمد البساطي "أنا مندهش لإقدام صبري حافظ على كتابة مقال بهذا المستوى، فقد كان عليه أن يعف عن ذلك، لان هذه الاتهامات كثيرة علي الغيطاني لانه ليس كما وصفه حافظ، ولا يمكن وصف ما يحدث علي أنه معركة ثقافية، لأن حافظ لم يناقش أعمال الغيطاني حتي نقبل أو نرفض هذا الكلام". أما الكاتب إبراهيم أصلان فيري أن حافظ كتب مقاله في إطار اهتمامه بقضية معينة بغض النظر عن اتفاقنا أو إختلافنا حولها، لكن هذا جزء من الإطار العام لسلسة المقالات التي يكتبها منذ فترة للنهوض بوزارة الثقافة. لكن أصلان تحفظ علي ما كتبه حافظ حول تأثير المستوي التعليمي لجمال الغيطاني وتأثير ذلك على قدرته على إدارة مكتبة القاهرة التي عين رئيسا لها مؤخرا، وقال صاحب "مالك الحزين": "التعليم ليس معيارا للقيمة، ويمكن أن يؤخذ علي صبري حافظ بعض الأمور في المقال لكن في النهاية، لحافظ كل الحق المطلق في الكتابة والتعبير عن رأيه، كما أن الغيطاني له الحق في الرد، ونحن في النهاية مجرد متابعين". ومن جانبه رأى الشاعر عبد المنعم رمضان "أن المعارك الثقافية كضرورة نحيا بها ونموت بدونها، وليس من الواجب أن نتخوف منها، هكذا استشعرت مقالة صبري حافظ وكأنها فاصل من معارك يمكن أن تغنينا، فهي مهمومة بنفس الهموم المتعلقة بالمؤسسة الثقافية والتي يكتب عنها صبري دائما منذ فترة". ويكمل عبد المنعم قائلأ "أعرف أن صبري حافظ يغسل يده ويتمضمض إذا نطق أحدهم بكلمة وزارة الثقافة لأنها كلمة ملوثة طوال عهود فاروق حسني وكبار معاونيه مثل سمير سرحان، وجابر عصفور وزاهي حواس، أما وزارة عماد أبو غازي فلابد أن تثير ضيق صبري وضيقنا جميعا لأنها مجرد إمتداد باطل لوزارة فاسدة، فاختيارات أبو غازي لمعاونيه وموظفيه الكبار إما مريبه أو مضحكة لكنها في جميع الاحوال محزنة". ودعا عبد المنعم إلي عدم التوقف طويلا أمام مقال صبري حافظ ما دمنا سنهتم فقط بجانب الدفاع والهجوم علي الأشخاص، وكلهم أصدقاؤنا، لكن لابد أن نتأمل ما يحدث من زاوية فساد المؤسسة الثقافية، والتي يمكن أن تكون أساس حوار يتناوله الجميع، ولمست بالأمس أن المقال انتشر بين المثقفين انتشار النار، وهذا يضعنا أمام حوار ضروري بين الثقافة والعاملين بها، وهناك من المثقفين من يمنحون أنفسهم حق الكلام بالنيابة عن الأغلبية بزعم أنهم ائتلاف المثقفين، فيما هم يسعون لتحقيق مكاسب، نحن الآن أمام حوار لا يجب ان نتعالي عليه ولا يجب أن نقتله. من جانبه وعد الكاتب جمال الغيطاني في تصريحات ل "بوابة الأهرام " بالرد على اتهامات الناقد صبري حافظ في المقال الذي نشرته جريدة "الشروق" أمس بعنوان "الفقي والغيطاني .. وشرعية الثورة" طالب فيه الساحة الثقافية بالاعتراض علي تعيين جمال الغيطانى رئيسا لمكتبة القاهرة، معللا ذلك عدة أسباب منها "أن تاريخ جمال الغيطانى فى خدمة نظام الرئيس المخلوع لا يقل نصاعة عن تاريخ مصطفى الفقى، كل فى مجاله. فقد كان حتى أسابيع من سقوط النظام رئيسا لتحرير (أخبار الأدب) إحدى مطبوعات النظام القومية. ويأتي هذا النقد على الرغم من أن صبري حافظ ظل لسنوات من أبرز كتاب صحيفة "أخبار الأدب" التي كان الغيطاني رئيسا لتحريرها خلال الفترة من 1992 وحتى منتصف يناير 2011 " وعلى رغم من ذلك رأى حافظ أنها صحيفة تبنت "خطابا فاسدا كان يطرحه جمال الغيطانى تنفيذا لأجندات نظام الرئيس المخلوع من ناحية، ولأجنداته الشخصية الفاسدة أيضا من ناحية أخرى. لذلك كان كثيرا ما يمنع الغيطانى نشر هذا العمود كلما ارتفعت فيه حدة النقد لممارسات النظام الثقافية أو السياسية الفاسدة".