توصل عدد من الخبراء والعلماء الذين شاركوا فى الندوة العلمية "الطب فى خدمة المجتمع الإفريقى"، التى نظمتها أمس الخميس جمعية "صحة المناطق الحارة وجراحاتها والتنمية الحضارية" بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى، إلى عدد من التوصيات والمقترحات وصلت إلى 15 التى من شأنها تدعيم المشروعات الطبية فى القارة الإفريقية فى الفترة القادمة بأياد مصرية خالصة، من أجل استعادة دور مصر الحضارى والإنسانى فى القارة الإفريقية. وتضمنت التوصيات: تحديد الجهات المصرية المشاركة فى الجهد الإفريقى، والتواصل والتنمية المستمرة مع إحداث تطور فكرى فى المجالات والأساليب مع تراكم الخبرة للاستفادة والاستزادة من المعلومات واللغات من مصادر غنية بالمعلومات المطلوبة قبل الانطلاق، والتركيز على أهمية عنصر الإعلام فى التعريف بالنشاط والدعوة له فى أوساط الرأى العام المختلفة، ضرورة دعوة الخبراء السياسيين والاقتصاديين وعلماء الاجتماع للمشاركة فى المؤتمرات والندوات الخاصة بهذه القضية، وكذلك دعوة المسئولين من الجهات المعنية كوزارة الخارجية والتعاون الدولى من أجل إرساء آليات تعاون مشتركة بين الجهات المختلفة ، وكذلك دعوة ممثلى الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى والأزهر. ودعت الندوة إلى توجيه التوصيات الصادرة عن هذه الندوات والمؤتمرات الى الجهات المعنية بالتنفيذ، والاهتمام بالتعاون الدولى مع الدول الإفريقية فى مجال التدريب على وسائل الحد من مشكلة الإصابات سواء بالتدريب على وسائل العناية العاجلة ووسائل البحوث والرعاية الصحية للإصابات، وأكدت كذلك على حتمية التعاون فى إعداد خطط للحد من مشاكل الإصابات بالقارة من خلال تبادل الخبرات بين الدول الإفريقية مع الاستعانة بالخبرة العالمية والتعاون مع المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف. فضلا عن مساهمة الشركات الكبرى فى دعم العملية التعليمية فى إفريقيا نظرا لضعف الموارد الحكومية، وإعداد برامج مستمرة مبنية على خطط طويلة الأجل لا تعتمد فى استمرارها على أفراد ولكن من خلال عمل مؤسسى مستمر، واستبدال القوافل الطبية بالقوافل التعليمية، إنشاء مكتب مركزى للمتابعة وتقييم الأداء ورفع ذلك للسلطة العليا للتفاعل الإيجابى، تنشيط الدور البحثى فى المناطق الإفريقية المختلفة للتعرف على الحاجة الصحية والتغذوية بين الفئات المستهدفة (الأطفال أقل من 5 سنوات والأمهات فى سن الإنجاب). وشملت التوصيات أيضا، ضرورة مساهمة المعاهد والمؤسسات المصرية فى إعداد المناهج التدريبية والبروتوكولات العلاجية لأهم المشاكل الصحية والتغذوية بالإضافة الى تدريب وإعداد كوادر إفريقية (طبيعية ومجتمعية)، الاهتمام بدعم التعاون فى مجال التجارب الإكلينيكية حيث أن إفريقيا محط أنظار العديد من شركات الأدوية والبلدان لإجراء التجارب على الإنسان بها. إنطلاق التعاون مع إفريقيا على مستوى مؤسسى وشعبى بحيث لا يقتصر على الصعيد السياسى فحسب. وتعظيم الدور التنافسى لمصر كوسيط للدول المانحة باستخدام الخبرات المصرية، وتوطيد العلاقات الطبية والاجتماعية والثقافية مع إثيوبيا ومحاولة طرح حلول لمشكلة منابع نهر النيل والسدود، مع ضرورة البدء فورا فى الإعداد للمؤتمر القادم للجمعية مع ضرورة التركيز على مشاركة الدول الإفريقية والمعاونة فى توفير الدعم المادى، تقديم خدمات للدول الإفريقية من ادوية وتأمين صحى والتعليم الطبى والتمريض، تنسيق العمل للرابطة المصرية الإفريقية من خلال جمعية "صحة المناطق الحارة وجراحاتها والتنمية الحضارية". من جانبه أكد الدكتور ماجد الشربينى رئيس أكاديمية البحث العلمى ومساعد الوزير لشئون البحث العلمى، فى تصريحات خاصة ل "بوابة الأهرام" أنه بالتزامن مع تفاقم أزمة النيل فاق الجميع وإكتشف إنه من الخطأ أن نتوانى فى إفريقيا. وأشار الى إنه أصبح الآن أكثر تفاؤلا بمستقبل البحث العلمى فى مصر نظرا لزيادة التمويل المخص لذلك ولزيادة المشاركة المجتمعية فى عملية البحث العلمى، آملا أن تشارك الصناعة بشكل قوى حتى تكتمل الدائرة وتحدث تنمية شاملة وتحدث وثبة الى الأمام خلال السنوات القليلة القادمة، مشددا أن الفرصة سانحة الآن لتحقيق ذلك وأن عدم استغلالها سيكون من الغباء.