قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إنه من الممكن أن تشهد الأشهر المقبلة وجودًا عربيًا مباشرًا وقويًا في سوريا بعد موقف التحالف العربي في اليمن، مؤكدا في الوقت ذاته أنه غير متخوف على الوجود المسيحي في الشرق. وقال جعجع - في مقابلة عبر قناة "فرانس 24 " الفرنسية - إن هناك أمرا مستجدا لا يجب تجاهله وهو قيام التحالف العربي الذي بدأ بشن ضربات جوية في اليمن انطلاقا من تمدد مجموعات مسلحة تابعة للحوثيين من جهة وللرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، وبتقديري لم تعد المسائل بالسهولة التي كانت فيها سابقا، فإن كانت إيران أو روسيا تدعمان الأسد بشكل مباشر أو غير مباشر، من الممكن أن نشهد في الأشهر المقبلة وجودًَا عربيًا مباشرًا وقويا في سوريا، واذا اتخذ هذا القرار سيكون وجودا حاسما. على صعيد آخر.. أكد جعجع أنه غير متخوف على "الوجود المسيحي في الشرق لأن ما يحدث ليس عملية ممنهجة المقصود بها المسيحيين تحديدا، بل هي تطورات تاريخية تحدث وللأسف بأثمان باهظة جدا إنسانيا، اجتماعيا وماديا، ومن هذا المنطلق أعتقد أن مصير مسيحيي الشرق سيكون من مصير مجتمعاته، إما أن تؤدي هذه الأزمات إلى الوصول الى مجتمعات تعددية، حرة وديمقراطية وبالتالي يكون مصير المسيحيين محفوظا، وإما أنها لن تصل وبالتالي سيكون مصير المسيحيين وغير المسيحيين وكل الأحرار من مسلمين ومسيحيين وباقي الطوائف مجهولا". وأكد أن "الإرهاب محكوم عليه مسبقا لأنه يأتي بعكس منطق ولغة التاريخ، للأسف قد يتمكن هذا الإرهاب من إلحاق خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات والمجتمعات والثقافة والمتاحف والآثار، ولكن لفترة قصيرة وبشكل محدود، لأنه في نهاية المطاف منطق البشرية والإنسانية هو الذي سيسود، من هنا ليس لدي تخوف كبير. وعن انعكاس الاتفاق النووي على علاقة ايران بالدول الخليجية وعلى لبنان، أجاب جعجع : "من المبكر جدا تقدير ما ستكون ارتدادات الاتفاق النووي الاميركي - الايراني، وخصوصا أنه لم ينجز بعد، فهو مشروع اتفاق، ولدينا حتى شهر يونيو لنعرف ما إذا كان الاتفاق سينجز بشكل دقيق وعلمي وبأي تفاصيل، ولكن المؤشرات الأولية تدل على أن أمريكا وكأنها تفاهمت مع إيران حول الملف النووي، وبالمقابل ستتفاهم مع الدول العربية الأخرى على ملفات المنطقة الأخرى وفي طليعتها الملف اليمني والسوري واستطراداالملف العراقي، اذا فلننتظر". واستبعد أن "ينعكس تأثير الاتفاق النووي على الداخل اللبناني لأن لا علاقة مباشرة له، فالأمريكيون لم يسايروا الإيرانيين حول ملفات المنطقة، وبالتالي لماذا سيقدم الايرانيون على الافراج على ملف الرئاسة اللبنانية? طالما أن الأمريكيين ودول الغرب لم يعطوا إيران شيئا لا بل هم بصدد استرجاع بعض الملفات الأخرى كالملفين اليمني والسوري واستطرادا أجزاء من الملف العراقي". وعمن يقف وراء عدم انتخاب رئيس جمهورية قوي في لبنان، قال: "ان الجواب بسيط جدا، من يقاطع جلسات انتخاب الرئيس، فحتى الآن لم ينتخب هذا الرئيس لعدم اكتمال نصاب هذه الجلسات، فمن يغيب عنها يمنع الانتخاب وبالتالي يعطله". وعن انتظار الفرقاء اللبنانيين الضوء الأخضر أو كلمة السر من ايران أو السعودية، أجاب: "كما تبين حتى الآن، نحن لم نغب عن أي جلسة انتخاب للرئيس، وبالتالي لم نكن بانتظار لا ضوءا أخضر أو أصفر أو برتقاليا، هناك كتلتان تتغيبان عن جلسات الانتخاب. وأضاف : باعتقادي أن كتلة عون لا تنتظر ضوءا أخضر من أحد ولكن لديها رأيها في الموضوع بينما كتلة حزب الله مرتبطة بالاستراتيجية الايرانية العريضة في المنطقة التي هي في موقع هجومي كامل وشامل من المحيط إلى الخليج، لذلك لا يذهب نواب حزب الله الى المجلس، فلنقل نحن بانتظار تليين ايران موقفها لتوحي لنواب حزب الله بالتوجه الى المجلس أو أن يغير العماد عون موقفه ويشارك في هذه الجلسات لانتخاب رئيس".