قالت حكومة إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق اليوم السبت، إن لديها أدلة على أن تنظيم داعش استخدم غاز الكلور كسلاح كيماوي ضد قوات البشمركة الكردية. وقال المجلس الأمني للمنطقة الكردية في بيان حصلت عليه رويترز إن تحليلا لعينات من التربة والملابس من تفجير انتحاري بسيارة ملغومة في يناير نفذه التنظيم في شمال العراق أظهر أن "العينات تحتوي على مستويات من الكلور مما يشير إلى استخدام هذه المادة كسلاح." والكلور مادة محظورة تسبب الاختناق ويعود استخدامها كسلاح كيماوي إلى الحرب العالمية الأولى. ولم يتسن التحقق من هذه الأنباء من مصدر مستقل. وقال بيتر ساوكزاك المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومقرها هولندا "لم نتلق طلبا من العراق للتحقيق في مزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية في العراق ولا تستطيع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التحقق من صحة هذه المزاعم على الفور". ووجدت بعثة تقصي حقائق تابعة للمنظمة العام الماضي، أن الكلور استخدم "منهجيا" في الحرب الأهلية في سوريا المجاورة. ويجب أن تأخذ المنظمة العينات بنفسها حتى تؤكد استخدام الأسلحة الكيماوية في إحدى الدول الأعضاء. وقال البيان الكردي، إن التفجير الانتحاري باستخدام سيارة ملغومة في 23 ينايروقع على طريق سريع بين الموصل والحدود السورية. وقال مصدر أمني كردي إن قوات البشمركة، أطلقت صاروخا على السيارة التي كانت تحمل المتفجرات قبل وصولها إلى هدفها، وهو ما أدى إلى عدم وقوع خسائر بشرية سوى الانتحاري. وقال المصدر، إن نحو 12 من مقاتلي البشمركة شعروا بأعراض مثل الغثيان والقيء والدوار أو الوهن. وقال البيان إن التحاليل اجريت في مختبر معتمد من الاتحاد الأوروبي بعد أن أرسلت حكومة كردستان التربة والعينات إلى "دولة شريكة" في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ويقاتل داعش في العراقوسوريا. ووصف المصدر العينات بأنها "بقايا من المفجر الانتحاري" لكنه أحجم عن ذكر اسم المعمل. وسقط أكراد العراق ضحايا لأكبر هجوم بالأسلحة الكيماوية في العصر الحديث، حين قصفت قوات صدام حسين بلدة حلبجة عام 1988 وقتلت خمسة آلاف شخص على الأقل بالغازات السامة. وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان في 30 ينايرإن خبيرا في الأسلحة الكيماوية بالتنظيم المتشدد قتل في ضربة جوية للتحالف قبل ذلك بستة أيام، قرب الموصل اي في اليوم التالي للتفجير الانتحاري الذي ورد في بيان حكومة كردستان الصادر اليوم. وقالت القيادة المركزية حينئذ إن الخبير ويدعى ابو مالك كان مهندس أسلحة كيماوية في عهد صدام ثم انضم لتنظيم القاعدة في العراق عام 2005. وأضافت أنه حين انضم لتنظيم داعش وفر له إمكانية استخدام أسلحة كيماوية. ولم تعلق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) على البيان الذي أصدرته حكومة كردستان اليوم. وقال مالكولم داندو استاذ الأمن الدولي بجامعة برادفورد وخبير الحرب البيولوجية والكيماوية إن الحصول على غاز الكلور سهل. وأضاف قائلا لرويترز "يستخدم على نطاق كبير. كل ما تحتاجه هو أن تبحث على الانترنت عن الاستخدامات الصناعية للكلور. يستخدم على نطاق واسع صناعيا". ومنذ فترة طويلة يخشى دبلوماسيون غربيون في لاهاي حيث يوجد مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من أن يضع مقاتلو داعش أيديهم على أسلحة كيماوية. وقالت مصادر دبلوماسية لرويترز إن تصنيع هذه الأسلحة ليس سهلا وإن التنظيم المتشدد حاول تجنيد خبراء حين سيطر على الموصل العام الماضي. ومن غير المعتقد أنهم نجحوا في هذا. ولعبت القوات الكردية مدعومة بالضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة دورا مهما في قتال تنظيم اداعش الذي أعلن العام الماضي قيام خلافة بعد أن سيطر على أراض في شرق سوريا وشمال العراق. ولم توثق أي منظمة دولية استخدام أسلحة كيماوية على الأراضي العراقية في الحرب ضد التنظيم. وقالت السلطات الكردية في بيانها إنها تشتبه "منذ فترة طويلة أن مقاتلي داعش يستخدمون مواد كيماوية" واستشهدت بلقطات فيديو من معارك مؤخرا حول مدينة تكريت بين المتشددين والقوات العراقية والفصائل الشيعية المتحالفة معها أمكنت رؤية "أعمدة الدخان البرتقالي" فيها. كما تلقت رويترز لقطات فيديو وصورا لما قال مجلس الأمن الكردي إنها صور من هجوم 23 يناير. وظهرت في الصور عدة أسطوانات على الأرض يقول المجلس إنه جرى العثور عليها في الموقع واحتوت على الكلور.