أعربت الدكتورة نوال السعداوي، عن سعادتها باستضافة مكتبة "مصر العامة"، للقائها الشهري، حيث يشير اسمها إلى أحد مكاسب الثورة، إذ تبدل الاسم من مكتبة "مبارك" إلى مصر العامة، وقالت: أشعر بالسعادة والتغيير، ولولا ذلك ما كنت دخلتها. وأشارت السعداوي، خلال ملتقاها الشهري، الذي استضافته مكتبة مصر العامة بفرع الدقي مساء اليوم السبت، إلى أن كتابها "المرأة والجنس" صدر منذ 60 عامًا، وهوجم وصُودر أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لأن الكتاب يخترق تابوه الجنس الذي يحرمه المجتمع آنذاك، ولايزال، ثم أعادت نشره في بيروت. وكشفت السعداوي، أن كتابها ساعد في إنقاذ فتاة صعيدية من القتل، وقالت: أذكر أن فتاة جامعية كادت تقتل من قبل أبيها الصعيدي لأنها لم تنزف دماءً ليلة الزفاف، لتشككه في سلوكها، فتوسلت الفتاة لأبيها أن يقرأ كتاب "المرأة والجنس" الذي يوضح بناءً علي دراسات علمية استقصائية أن هناك 30% من الفتيات ولدن بدون غشاء بكارة ونسبة أخري فقدن غشاءهن بسبب ألعاب القوى. واستطردت: جاءها الأب الصعيدي وشرحت له التحليل العلمي لغشاء البكارة فقبل يدها لأنها أنقذت ابنته من القتل علي يده. وأشارت السعداوي إلى أن الكتاب يسعى إلى دحض حقيقة مجتمعية بالية، تلك التي تربط الشرف والعفة والأخلاق بغشاء البكارة، متسائلة: هل الشرف بيولوجي نولد به؟ أم نتعلمه من الحياة؟ وهل يرتبط الشرف بالفتاة فقط لأنها تمتلك غشاء بكارة بينما الرجل ليس لديه شرف لأنه بدون غشاء بكارة؟ وتضيف السعداوي: أننا نعيش في مجتمعات طبقية رأسمالية كاذبة، والعالم يتقنع ويتخذ من الأديان وسيلة لقهر النساء والفقراء. وتقول السعداوي: أنا لا أريد الإباحية وإنما أريد المرأة الحرة تلك المرأة التي كالجبل الوعر من الصعب صعوده، مؤكدة أن المرأة الجاهلة من السهل أن يقودها الرجل، والوعي لا يخيف والمفكرين يُساء إلي سمعتهم. تري السعداوي أن الأسرة المصرية من أتعس الأسر بسبب قانون الأسرة الذي يميز الزوج عن الزوجة ويمهله حقوقًا أكثر، مطالبة إعادة النظر في هذا القانون ليرد نصوصًا أكثر إنصافًا للمرأة المصرية. وتوضح السعداوي أن هناك أمهات يملن نفسيًا وعاطفيًا إلى أبنائهن الذكور دون بناتهن، مؤكدة أن أشد أنواع القهر هو قهر الذات، لذلك هي تقهر ذاتها بتميز الذكور، كما اعتبرت أن ذلك يندرج تحت الماسوشية أو الرغبة في الإيذاء النفسي. لافتًة أن أسوأ الرؤساء هن النساء لأنهن يقهرن أنفسهن، واعتبرت الأم المصرية تعيسة، لأنها تعيش في شبح زواج زوجها بأخرى. وتعتبر السعداوي أزمة مشاكل الوطن العربي وبشكل خاص المشاكل الاجتماعية، سببها فراغ "الفكر"، موضحًة أننا نعيش ونموت دون أن نعرف كيف نفكر. ولأبيها الأزهري دور كبير في تشكيل فكرها التحرري، فتقول عنه: أبي لم يحجبني ولم يفرض علي أمرًا وكان دائما ما يقول لي، "الإيمان بالوراثة باطل" ولا يجوز أن أرث الفكر وإنما أخلق فكرًا جديدًا فريداً وفقًا لقناعاتي. وتتصور أن مصر متخلفة عن الدول العربية لغياب وعي الطفل، موضحًة أنها أفردت فصلًا كاملًا في كتابها "كسر الحدود" للحديث عن ختان الذكور وفيه فصل كامل عن ختان الذكور ورسالة لوزير الصحة لمنع هذا الجهل. وأضافت: تخرجت في كلية الطب ولم أعرف شيئا عن العذرية وكم من فتاة قُتلت بسبب جهل الأطباء، وتسند السعداوي التمسك بختان الذكور إلى الخوف من اللوبي اليهودي لأن التوراه توصي بختان الذكور، كما أن البعض يعتقد أن ختان الذكور لمنع الإيدز والسرطان وقالت: هذا قمة الزيف. وتشير: نحن في حاجة إلى اعتبار الجنس نشاطا إنسانيا وليس نشاطا تناسليا، كما تعتبر زواج القاصرات بغاء تحت اسم الزواج. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :