أكد الدكتور عبد الحليم نور الدين العالم الأثرى الكبير، أن الجريمة، التى ارتكبتها "داعش"، اليوم الخميس، بتحطيم متحف الموصل، ضد الإنسانية كلها، وليس ضد العراق وحده، وهو تعبير عن الهمجية، التى تمارسها هذه العصابات، والتى تحاول محو تاريخنا الحديث، متوقعا أن تدمر آثار أخرى فى اليمن والأردن وسوريا، وغيرها من الدول العربية. وأضاف نور الدين، أن جامعة الدول العربية يجب أن تتخذ موقفا عاجلا، من خلال إدراج هذا الموضوع على جدول أعمالها، وتناقش بندا يتعلق بحماية آثار الوطن العربى، مشددا على أن هذا التاريخ، الذى يضيع، لن يعود مرة أخرى. وأشار إلى هذا التنظيم يضم أشخاصا لا يملكون من الثقافة ما يعرفون به أهمية تاريخ الوطن العربى، الذى قاد الحضارات فى العالم القديم، مؤكدا: أننا ندرك أن هناك محاولات ممنهجة للعب بتاريخ الأمة، وهناك حقد على حضارة وتاريخ وآثار الأمة العربية.. فهم يسعون إلى تدمير ونهب متاحف وآثار الوطن العربى بالتدريج، مثل ما حدث من تدمير للمتحف الوطنى ببغداد، إبان الغزو الأمريكي للعراق. وأوضح، أنه على اليونيسكو، وال"ايفون"، وجميع المنظمات المعنية بالتراث، أن تدخل، وتجتمع مع خبراء الآثار فى الوطن العربى، لإيقاف هذه الهجمة، حيث إنه لن يجدى الشجب والإدانة دون موقف جاد. جدير بالذكر أن متحف الموصل هو ثانى أهم متاحف العراق، بعد المتحف الوطني ببغداد، ويضم ثروات هائلة من مختلف العصور التاريخية، حيث إن العراق بلد ذو حضارة عريقة ورائدة. وشدد "نور الدين" على أنه يجب ألا تشغل الأحداث السياسية، التى تمر بها المنطقة، القائمين على شئون البلاد العربية عن قضية حماية التراث والحضارة من الهجمة الشرسة، التى يقودها "داعش". وكانت قد أظهرت صور، نشرت على الإنترنت، مسلحين من تنظيم "داعش"، وهم يقومون بتدمير الآثار الآشورية التاريخية في متحف الموصل شمالي العراق. وظهرت في مقطع مصور، تم بثه على شبكة الإنترنت، مجموعة من الرجال الملتحين في متحف، وهم يستخدمون المطارق وأدوات الحفر، لتدمير عدة تماثيل ضخمة، من بينها تمثال لثور آشوري مجنح، يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد.