صدر حديثًا، عن الدار المصرية اللبنانية، كتاب بعنوان " القربان البديل"، للشاعر والكاتب فتحي عبد السميع، يستعرض خلاله طقوس المصالحات الثأرية في جنوب مصر. "القربان البديل"، يطرح مشكلة الثأر في الصعيد بشكل مختلف ومغاير تماما لما هو معروف، حيث تم التركيز على القتل الثأري باعتباره مرادفا لكلمة الثأر، أما الكتاب فيقدم الثأر باعتباره منظومة متكاملة، والقتل الثأري مجرد وجه واحد من وجهي العملة، أما الوجه الآخر فهو القتل الرمزي، عن طريق طقوس المصالحات الثأرية. وبرغم أن دراسة الثأر بدأت مبكرا بدراسة الدكتور أحمد أبوزيد الشهيرة، فإن الباحثين في علم الاجتماع والفلكلور والأنثروبولوجيا لم يقتربوا من المصالحات الثأرية بمن فيهم الدكتور أحمد أبوزيد، وقد جاء كتاب القربان البديل ليقدم رؤية متكاملة للثأر تربطه برؤية شاملة للحياة والعالم يتوارثها الجنوبيون ويتحركون في إطارها. تحاول الدراسة رصد وتحليل منهج اللاعنف فى الثقافة الشعبية، كما يتجلى فى فض الخصومات الثأرية فى جنوب مصر، والذى يَشتهر باتخاذِ العنف المضاد كوسيلة وحيدةٍ للتصدي لمشكلة العنف، وتلك الشهرة تتجاهل منهجا آخرَ يقوم على التصدي للعنف مِن خلال اللاعنف، وهو منهج فعّال، يعبِّر عن الحِكمة والعقلانية، وقد تحققتْ مِن خلاله إنجازاتٌ ضخمة جدا، فَضَّتْ على خصوماتٍ وتناحرات كثيرة، وحافظتْ على أرواح، وأوقفتْ سيلانَ دماء غزيرة. ويُطلَق على ذلك المنهج اسم "ردم حفرة الدم". لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :