كشفت مصادر عسكرية ليبية عن استيلاء ميليشيات متطرفة في البلاد على أسلحة كيماوية من بقايا مخازن العقيد الراحل معمر القذافي، في الصحراء بجنوب وجنوب وسط البلاد. وأضافت المصادر، التي لم يتم تسميتها، لصحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة اليوم السبت، أن لديها مخاوف من أن تصل مواد فتاكة، مثل غاز "الخردل" و"السارين"، لتنظيم داعش الذي يطمح للفت الأنظار إليه بعد عملية ذبح المصريين ال21 البشعة في ليبيا قبل أيام. وفي مقابلة مع مسئول عسكري ليبي- لم يذكر اسمه- بشأن كمية الأسلحة الكيماوية، قال إنها "للأسف، موجودة في أماكن أصبحت معلومة للميليشيات.. لقد استولت على كميات منها لاستخدامها في حربها مع الجيش، سواء بشكل مباشر؛ أي باستخدامها ضد القوات العسكرية، أو بشكل غير مباشر، من خلال التهديد باستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية". ووفقًا لمصدر عسكري ليبي "ترك القذافي قبل رحيله نحو ألف طن مكعب من مواد تستخدم في صنع أسلحة كيماوية، ونحو 20 طنًا مكعبًا من الخردل الذي يتسبب بحروق شديدة للجلد، وعدة ألوف من القنابل المصممة للاستخدام مع خردل الكبريت". وكان يفترض تدمير هذا المخزون بناء على اتفاقات دولية عام 2004، لكن عملية التخلص منها لم تصل إلا لنحو 60 في المائة بسبب الانتفاضة المسلحة ضد القذافي، وفقًا للمصدر نفسه. واطلعت "الشرق الأوسط" على تسجيل مصور لميليشيا مسلحة تقوم بتجريب أسلحة كيماوية استولت عليها من مخزن لجيش القذافي يقع في تجاويف جبلية بمنطقة "مشروع اللوز" على الطريق بين منطقتي "بوجهيم" و"هون". وجرت التجربة قرب بلدة مزدة على بعد 160 كيلومترًا جنوب العاصمة، طرابلس. يشار إلى أن ليبيا يعصف بها القتال والانفلات الأمني وتتنازع على إدارتها حكومتان وبرلمانان منذ سيطرة ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس في أغسطس الماضي. وتتخذ الحكومة المؤقتة بقيادة عبد الله الثني ومجلس النواب المعترف بهما دوليًا من طبرق مقرًا لهما فيما تتخذ حكومة الإنقاذ بقيادة عمر الحاسي والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته من طرابلس مقرًا لهما.