بدأت الدورة 65 لمهرجان برلين السينمائي الدولي بعرض فيلم (نوبادي وانتس ذا نايت Nobody Wants the Night) للمخرجة الاسبانية ايزابيل كوشيت، والذي يتناول محنة امرأتين، وصراعهما للنجاة في القطب الشمالي، إحداهما زوجة المستكشف روبرت بيري، والأخرى من الإسكيمو. في الدقائق الأولى من بداية الفيلم، قالت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، التي أدت دور "جوزفين بيري" زوجة المستكشف، صاحبة المكانة الاجتماعية الكبيرة، في نشوة انتصار، وهي تقتل دبا قطبيا بطلقة واحدة: "هذا دبي الأول". وتتسارع أحداث الفيلم، عندما تضغط "بيري" الثرية والعنيدة على مجموعة من الإسكيمو والعاملين السابقين في القطب الشمالي، ويلعب دور أحدهم الممثل الايرلندي جابريل بيرني، كي يرافقوها في رحلة بحث مشئومة عام 1908، للعثور على زوجها، الذي نادرا ما يمكث في منزلهما بواشنطن، فى أثناء إحدى محاولاته للوصول إلى القطب الشمالي. وتشمل رحلة اكتشاف الذات، التي تخوضها السيدة "بيري" وسط الثلوج والبرد – في فيلم يقول إنه "مستلهم من شخصيات حقيقية" – اكتشافها أن امرأة الإسكيمو، واسمها "الاكا"، التي تؤدي دورها الممثلة اليابانية رينكو كيكوتشي، أقامت علاقة جنسية مع زوجها. ورغم ذلك تنشأ علاقة إنسانية بين المرأتين، في إطار صراعهما معا للبقاء على قيد الحياة، بدون أي مصدر للتدفئة، وليس معهما سوى كلب ولفافة لحم. وعن مغزى اختيار فيلهما للعرض في الافتتاح، وهي ثاني مرة فقط يعرض فيلم لامرأة في افتتاح مهرجان برلين، قالت المخرجة الاسبانية كوشيت، وهي من اقليم قطالونيا: "نحن نتحدث هنا عن المرأة.. الطريقة التي تناول بها الموضوع تدور في دوائر". وأضافت المخرجة، في مؤتمر صحفي: "أريد أن تحصل النساء على مال أكثر.. لا أريد مساواة في الأجر.. أريد المزيد للمرأة". ورغم أن السيناريو كتبه رجل، حرصت "كوشيت" على أن تقول بوضوح: إنه "ليس مثليا"، فإن الفيلم مفعم بالحميمية، ويلقي نظرة عميقة على امرأتين تجبران على دخول علاقة تسفر عن إعادة تشكيل شخصية السيدة "بيري"، لتصبح شخصية أكثر تفهما لمعنى أن تكون إنسانة.