"منفى الغلابة" هذا ما يطلقه قاطنو مساكن الناصرية على منطقتهم، تلك المنطقة التي تبعد عن قلب مدينة الإسكندرية ما يقرب ال40 كيلومترًا، ولا يوجد بها أدنى مستوى من الخدمات، وتحاصر منازلها مياه الصرف الصحي والقمامة، والتي تسببت في تحويل المنطقة لمستعمرة للأوبئة والحياة بها غير آدمية وسط غياب كامل من جانب الأجهزة التنفيذية بالمدينة. أشار الأهالي إلى أن تلك التسمية تعود إلى أن المنطقة التي بنيت خلال فترة الثمانينات بنظام البلوكات وسميت باسم المساكن أوالناصرية الجديدة، خصصته المحافظة وقتها لجمع عدد كبير من قاطني العشوائيات الذين يعيشون داخل الإسكندرية. وعلى الرغم من زيارة طارق مهدي محافظ المدينة للمنطقة منذ 3 أشهر وإطلاقه الوعود للأهالي بحل مشاكل الصرف الصحي بها، إلى أن تلك الوعود لم تجد طريقها لأرض الواقع ليظل الأهالي في معاناتهم ومآسيهم يحاربون الأمراض والحشرات على أمل أن يفي المسئولون بوعودهم. انتقلت "بوابة الأهرام"، إلى منطقة الناصرية، والتقت عددا من الأهالي بها في البداية يقول حسن جابر ، الذي يبلغ من العمر 70 عاماً، ولديه من الأبناء عشرة، الأن وبعد مرور ما يقرب من ال30 عاماً أصبحت منطقة الناصرية الجديدة، ليست فقط منفى للغلابة ولكن أيضاً أصبحت منازلها آيلة للسقوط، و غير صالحة للحياة الآدمية ومليئة بالأمراض الناتجة عن مياه الصرف الصحي التي أغرقت الأساسات أسفل المباني بالإضافة إلى تراكم أكوام القمامة مرجعاً ذلك لما وصفه الإهمال من جانب الأجهزة التنفيذية بالمحافظة وعدم توجيه الاهتمام الكافي بقاطني المنطقة. أضاف فرحنا كثيراً عندما زارنا طارق مهدي، محافظ الإسكندرية، بأنه قد اقترب حل مشاكلنا ومعاناتنا مع الصرف الصحي، وخاصة مع تأكيده لنا انه سيتم حل المشكلة خلال أسبوعين ليمر 3 أشهر بدون أن ينفذ المحافظ وعده، مضيفاً: "حتى سيارتى شفط مياه الصرف اللتين قدمتا مع المحافظ خلال جولته لشفط المياه من الأرض رحلتا بمجرد رحيله". قال محمد راجي، أحد القاطنين بالمنطقة، لم يقتصر الأمر على وجود مياه الصرف بالشوارع ولكن مأساتنا أن المياه تفرق منازل الطابق الأرضي بشكل يستحيل معه الحياة، كما أنها قد أدت لسقوط أجزاء من البلوكات وشروخ في أخرى أصبحت مهددة بالسقوط. أضاف لم تفلح توسلاتنا وشكاوانا للمسئولين في أن ينظروا إلينا بعين العطف والرأفة، ويعاملونا على أننا بني آدميين ولسنا حيوانات يتم نفيها والتخلص منها-بحسب قوله. كما عبر الأهالي عن معاناتهم من انتشار القمامة بشكل كبير الأمر الذي يأتي بأعداد كبيرة من البعوض والحشرات المحملة بالأمراض، لتغزو منازلهم، وتصيب أبناءهم بأمراض في الصدر والتهابات مزمنة.