"انهيارات بطيئة"، عنوان الديوان الثاني عشر ل"سمير درويش"، وقد صدر حديثًا عن دار "مجاز" بالقاهرة، ليتأكد حضور الشاعر في عالم "قصيدة النثر". يأخذ الشاعر القصيدة إلى اليوميات السردية العادية الرهيفة، ويبحث من خلال هذا الشكل عن ملامح أنثى مراوغة، يتوهم أنه وجدها فيتوقف عند ملامحها قليلاً، ثم يعاود البحث في حوار لا ينقطع، يشتبك مع الأنثى والجسد بكل تجلياتهما. في الديوان، تأتي النصوص على شكل الكتابة السردية دون التقطيع المعروف في الشعر، مع تقسيم كل نص إلى عدة فقرات، كل نص في صفحة واحدة، وكل مجموعة نصوص تنتظم تحت عنوان كاشف، وهي كلها تشكل لوحة فنية مكتملة. وفي المضمون تنصت النصوص لأصوات الطبيعة، فثمة انجذاب لرائحة طين الأرض الزراعية حين تغمرها المياه، والحكايات الصافية التي تُغزل على حوافِّهَا، وهناك قصائد عن تجربة مرض قاسية: المستشفيات والأطباء والممرضات ورائحة الأدوية والإعياء، وغير ذلك. يذكر أن سمير درويش أصدر ديوانه الأول "قطوفها وسيوفي" عن هيئة قصور الثقافة عام 1991، وهذا هو ديوانه الأخير الذي يعد الأول في إصدارات دار "مجاز"، غير ديوانين تحت الطبع، وروايتين صدرتا عامي 2004 و2006 على التوالي.