رأى الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية نشرت اليوم الاثنين أن الولاياتالمتحدة "واهمة" في خططها لتدريب خمسة آلاف مقاتل معارض، معتبرًا أن هؤلاء المقاتلين سينضمون لاحقًا إلى تنظيمات جهادية متطرفة. في موازاة ذلك، أعلن الأسد أن المحادثات التي تستضيفها موسكو بدءًا من الاثنين بين وفد حكومي سوري وشخصيات معارضة لا تناقش حلا للنزاع بل تبحث التحضير لمحادثات مستقبلية، مكررًا أنه لن يقبل بأي حل سياسي لا يستند إلى استفتاء شعبي. وقال الأسد في المقابلة إن هؤلاء المقاتلين المعارضين سيكونون عبارة عن "دمى في أيدي دولة أخرى"، مضيفًا "ستجري محاربتهم كما تجري محاربة أي ميليشيا أخرى غير شرعية تقاتل الجيش السوري". وأضاف أن "جلب خمسة آلاف (مقاتل) من الخارج سيجعل معظمهم يشنقون وينضمون إلى تنظيم داعش وجماعات أخرى، وهو ما حدث العام الماضي"، مشددًا على أن "الفكرة بحد ذاتها واهمة". وكانت وزارة الدفاع الأميركية أقرت بأن عملية اختيار المقاتلين المعارضين الذين سيجري تدريبهم مهمة صعبة تحمل مخاطر كبيرة. وتساءل الأسد عن مدى فعالية حملة التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد الجماعات الجهادية في سوريا، وعلى رأسها تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق واسعة في هذا البلد وفي العراق المجاور. وقال الرئيس السوري "ما رأيناه حتى الآن هو مجرد ذر رماد في العيون، لا شيء حقيقيًا فيه"، مضيفًا "هل مارست الولاياتالمتحدة أى ضغوط على تركيا لوقف دعم القاعدة؟ لم تفعل"، في إشارة إلى الاتهامات السورية الموجهة لتركيا بدعم المقاتلين المتطرفين. وشنت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، في اول تدخل أجنبي في النزاع السوري، في 23 سبتمبر الماضي أولى غاراتها على مواقع للمسلحين المتطرفين في سوريا، بعد نحو شهر ونصف على بدء ضربات التحالف الذي يضم دولا عربية ضد أهداف في العراق المجاور. وقتل في هذه الغارات اكثر من 1400 شخص في سوريا معظمهم من عناصر تنظيم داعش ، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وشدد الرئيس السوري على أن النزاع في سوريا لن ينتهي إلا بحل سياسي، مشيرا الى ان اللقاءات في موسكو بين النظام وشخصيات معارضة تهدف إلى تعبيد الطريق أمام محادثات أكثر جدية في المستقبل. وقال "ما يجري في موسكو ليس مفاوضات حول الحل، انها مجرد تحضيرات لعقد مؤتمر أى كيفية التحضير للمحادثات". لكن الاسد تسأل "مع من نتفاوض؟ لدينا مؤسسات وجيش وتأثير والأشخاص الذين سنتفاوض معهم يمثلون أى جهة؟". من جهة اخرى، انتقد الأسد إسرائيل على خلفية الغارة التي شنتها على منطقة في الجولان قبل نحو أسبوع وقتل فيها ستة من عناصر حزب الله بينهم قيادي، إلى جانب جنرال إيرانى. وذكرت مصادر إسرائيلية حينها أن هدف الغارة كان منع هجوم على إسرائيل، وقال الأسد "لم تحدث عملية ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان منذ وقف النار في 1974، لذا فإن ادعاء إسرائيل بأنه كانت هناك خطة لشن عملية، أمر بعيد عن الحقيقة، ومجرد عذر، لأنهم أرادوا اغتيال شخص في حزب الله". ورأى الرئيس السوري أن الغارة تؤكد دعم إسرائيل للمعارضة والتنظيمات الجهادية هذه التي تقاتل النظام. وأوضح "البعض في سوريا يقاربون هذه المسالة بسخرية ويقولون: كيف يمكن أن يقول احدهم ان تنظيم القاعدة لا يملك سلاحا جويا؟ لديهم السلاح الجوي الإسرائيلي".