تصدر الدار المصرية اللبنانية رواية جديدة للروائي أشرف العشماوي، وتعود الرواية التاريخية إلي عصر المماليك، حيث كان المماليك يترنحون تحت وطأة ثورة القاهرة الأولى وضعف الدولة العثمانية وظهور نجم محمد علي بقوة. تدور أحداث الرواية خلال سنوات الفوضى وفي فترة مظلمة ومنسية من تاريخ مصر الحديث ما بين جلاء الحملة الفرنسية عام 1801 وحتى تولي محمد علي حكم المحروسة عام 1805 وما دار خلال تلك الفترة العصيبة من مؤامرات داخل أروقة القلعة وقصور حكام المماليك ودواوين الحكم. وبطلا الرواية أخوان غير شقيقين هما كمال سيف الدولة نائب محتسب القاهرة والمسئول عن حفظ الأمن والنظام، والمهادن والموالي لكل سلطة من حكام المماليك وسلاطين الأتراك للحفاظ على منصبه، والأخ الأكبر الحسن جمال الدين الرومي كاتب الديوان، المغامر، والفارس الشجاع الموالي لمحمد علي والذي أنهك جيوش المماليك وعساكرهم من جراء متابعته وملاحقته بالقاهرة والجيزة والمنيا وصحراء أسيوط. وتنقلنا الرواية إلى أجواء ذلك العصر وثيابه وعاداته وتقاليده وصور الحياة اليومية، والحروب التي كانت تدور في شوارع القاهرة وحواريها بين المماليك والمصريين، ودور الأقباط في الحفاظ على الهوية المصرية ومقاتلتهم العدو جنبًا إلى جنب مع المسلمين ، كما تبرز الرواية الدور السياسي الذي لعبه القناصل الأجانب طوال سنوات الفوضى الثلاث السابقة على تولي محمد علي عرش مصر، وكيف كانوا يتدخلون في الحكم من وراء الستار أحيانًا ومن أمامه في أغلب الأحيان.