حذر المجلس المصري للشئون الخارجية في رسائل موجهة إلى السفارات الأوروبية بالقاهرة، اليوم الخميس، من استغلال الحادث الإرهابي الذي استهدف مجلة "شارلى إبدو" الفرنسية وغيره في إثارة العداء ضد الإسلام والمسلمين باعتبار أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا وطن لها ويقع ضد مجتمعات ليست بالضرورة عربية أو إسلامية. ودعا المجلس القوى المستنيرة في أوروبا والدول الغربية إلى إدراك أنه يجب تبعًا لذلك أن تكون مواجهة ومكافحة الإرهاب على المستوى العالمي. وأشار المجلس إلى أن هذا الحادث الإرهابي يثير العديد من الملاحظات وهو أن ردود الفعل الأولى وخاصة من بعض مراكز البحث مثل مؤسسة "راند" الأمريكية والتي ذهب بعض خبرائها إلى القول بأن الحادث سوف يسحتوذ على تأييد الكثيرين في المجتمع الإسلامي وهو ما جاء مخالفًا لهذه النظرة فعلى العكس تمامًا خرجت على الفور إدانات واسعة تدين الحادث الإرهابي من المؤسسات السياسة والدينية العربية وخاصة المصرية ، بما يعكس ردود فعل التيار الرئيسي من المجتمع المصري والعربي. وشدد المجلس على أن أخطر ما هو متوقع من الحادث الأخير أنه سوف يحرك ويثير مشاعر العداء ضد المسلمين عامة وضد المهاجرين من التجمعات الإسلامية خاصة، وتزيد من خطورة هذا التوقع أنه يجيء مع نمو جماعات اليمين المتطرف في فرنسا وغيرها في المجتمعات الأوروبية ودعاواها عن الإسلام والمسلمين وأنهم لا يتوافقون مع قيم التسامح والتفكير الحر. وأوضح المجلس أنه من المهم تأكيد عدم إعطاء الفرصة للجماعات الراديكالية لتشوية صورة الإسلام ورموزه المقدسة على اعتبار أن ذلك من حرية التعبير عن الرأي. من ناحية أخرى، أكد المجلس أن هذا الحادث وردود أفعاله تقتضي تأكيد أهمية الدعوة التي انطلقت من مصر لتجديد الخطاب الديني وتقديم الصورة الصحيحة للإسلام في العالم والتي تتسم بالسماحة والاعتدال وقبول الآخر.