لم تميزه ضحكته الجنان فقط بل إن صلعته كانت من أدوات الكوميديا الراقية التي أمتعنا بها على مدار مشواره الفني.. كون ثنائيًا رائعًا مع الراحل إسماعيل ياسين، والفنانة ماري منيب.. ليلة العيد، ليلة الدخلة، شارع الحب، لعبة الست، من أشهر أعماله السينمائية. إنه الفنان حسن فايق الذي وُلد في مثل هذا اليوم الذي اختلفت فيه الروايات حول عام ميلاده فمنهم من قال 1891، ومنهم من قال 1898 وقدم خلال مشواره الفني ما يقرب من 200 عمل في السينما والمسرح والذي دخل عالم الفن من باب المونولوج حيث كان يعالج من خلاله القضايا المجتمعية في ذلك الوقت، إيمانًا منه بدور الفن ورسالته في المجتمع. ولد حسن فايق في الإسكندرية، وكان والده موظفًا في جمرك الإسكندرية، استقال وانتقل وأسرته إلى القاهرة ليسكنوا منطقة حلوان، وفتح هناك محلًا لتجارة الأقمشة، وهي المهنة التي عمل بها فايق بعد وفاة والده قبل أن يجذبه سحر التمثيل، حيث عشق عالم الفن والتمثيل منذ الصغر وبدأ في احتراف التمثيل وعمره لم يتجاوز السادسة عشر، عندما شارك في مسرحية "فران البندقية" مع فرقة الهواة وكانت بطلة العرض روز اليوسف، وانضم إلى عدد من الفرق المسرحية بدأها بفرقة عزيز عيد وفرقة عبد الرحمن رشدي، وفرقة جورج أبيض، إلى أن قرر الاستقلال عن هذه الفرق وتكوين فرقة مسرحية خاصة به، وهي الفرقة التي ضمت استيفان روستي، حسين رياض، عباس فارس، وكان أول عروضها مسرحية من تأليفه حملت عنوان "ملكة الجمال" عام 1919. أما السينما فقد دخلها حسن فايق من باب "فيلم أولاد الذوات" وانطلق بعد ذلك في سلسلة من أشهر أفلامه "العقل والمال، حكاية جواز، أم رتيبة، الزوجة 13، شارع الحب، البوليس السري، ليلة الدخلة، نشالة هانم، لهاليبو، "عريس الهنا"، و"لعبة الست"، و"أبو حلموس، و"العيش والملح"، "قمر14"، و"نشالة هانم"، و"حسن ومرقص وكُوهين"، و"إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات"، و" سكر هانم"، و"الزوجة 13"، و"خطيب ماما"، و"ليلة الدخلة" مع إسماعيل ياسين، و"شارع الحب"، وأيضًا "سلامة في خير"، و "حبيب العمر"، و"جمعية قتل الزوجات". لم يكن حسن فايق يسعى إلى البطولة المطلقة، فعلى الرغم من تصنيفه على قائمة ممثلي "الدور الثاني " إلا أن حُب الجمهور له وترديدهم لإفيهاته قد خلق منه بطلاً مطلقًا. وبدأت علاقته بالسينما مع بداية الثلاثينيات من خلال مشاركته في فيلم "أولاد الذوات"، ليقدم طوال تاريخه السينمائي أدوار مساعدة ورغم أنه لم يعرف طريق البطولة المُطلقة، إلا أنه استطاع أن يكتب اسمه بحروف من نور ويحجز لنفسه مكانة متميزة، لم ينافسه فيها أحد رغم ابتعاده عن التمثيل منذ أن أصيب بالشلل، حيث ظل في بيته لسنوات يعاني من آلام المرض حتى رحل عن عالمنا قبل ما يزيد عن الثلاثين عامًا في سبتمبر عام 1980. بدأ حسن فايق مسيرته الفنية في عمر 16 عامًا مع فرقة الهواة، في العام 1914 عمل مع روز اليوسف في مسرحية (فران البندقية)، وانضم بعدها إلى فرقه عزيز عيد واستمر معها حتى عام 1917 حيث قرر أن يكون فرقة مسرحية خاصة به وقد اشترك للعمل فيها الممثل يوسف وهبي، وقد قام حسن فايق بتأليف عرض مسرحي عرضه في افتتاحها بعنوان "ملكة الجمال". في عام 1919م بدأ حسن فايق في إلقاء المونولوجات وكان يقوم بتأليفها منتقدًا الظروف الاجتماعية لتلك الفترة، كما قام أيضًا بتأليف وتلحين مونولوجات لغيره من الفنانين. بدأ حسن فايق مسيرته السينمائية في عام 1932م عندما شارك في فيلم (أولاد الذوات) ومن بعده فيلم (عنتر أفندي). ومن أشهر أفلام فايق "العقل والمال، حكاية جواز، أم رتيبة، الزوجة 13، شارع الحب، البوليس السري، ليلة الدخلة، نشالة هانم، لهاليبو". كان دائمًا يطلق ضحكته المميزة الجنان فى مختلف الأفلام التى قدمها مع توأمه الفنان الكبير إسماعيل يس، حتى قبل وفاته، ظهرت له صورة نادرة تم التقاطها له قبل رحيله بأيام فى منزله، وهو يضحك برغم الألم. تزوج حسن فايق مرتين، استمرت الزيجة الأولى حوالي 40 عامًا، ونتج عنها ابنتاه، وانتهت بوفاة زوجته، بعدما تجاوز الستين ليجد نفسه وحيدًا، خاصة بعد زواج ابنتيه فقرر الزواج من أخرى ولكن كانت تصغره بحوالي ثلاثين عامًا، الأمر الذي جعل الصحافة تهاجمه، خاصة وأنه لم يكن تجاوز على رحيل زوجته 40 يومًا. في عام 1963 بدأ المرض يحاصر الفنان حسن فايق واستمر معه بعد سقوطه وإصابته بشلل نصفي ما يقرب من 15 عامًا، عاشها بعيدًا عن الأضواء في بيته، ليرحل عن عالمنا في 14 سبتمبر 1980.