- بالصور .. من بائع لملابس السيدات إلى صاحب أشهر ضحكة فى السينما المصرية - حسن فايق مات وحيدا وآخر من شاهده جمهور مسرح الريحانى - ركز على تأليف المنولوجات الحماسية التي تثير الجماهير لنصرة صديقه سعد زغلول أثناء ثورة 1919 - ابن الاسكندرية "يغضب" من صديقه إسماعيل يس بسبب "قلم سخن" على الوجه لم يكن من نجوم الصف الأول، ولكنه استطاع بأدواره أن يحفر اسمه في تاريخ السينما، كأحد أهم نجوم الكوميديا، وصاحب اشهر ضحكة، حقق شهرة طاغية وأداء جذب به الكثيرين، وعرف عنه التزامه اخلاقيا وسلوكيا. فهو فنان بسيط، تمكن بصلعته، وضحكته الشهيرة من اقتحام القلوب، ونجح في ترك بصمة مميزة، واصبح صاحب الضحكة الأشهر في تاريخ السينما المصرية. حسن فايق ولد بمحافظة الإسكندرية في 17 يناير عام 1898، وحصل هناك على الشهادة الابتدائية، بدأ حياته العملية مبكراً كبائع في محلات ملابس السيدات، و بدأ يعشق الفن منذ مشاهدته لعروض فرقة سلامة حجازي. بدأ حياته الفنية في عمر 16 عاماً، وكون مع يوسف وهبي و حسين رياض جمعية الاتحاد التمثيلية، وقدموا بعض المسرحيات التاريخية بعضها من تأليف حسن فايق نفسه، ثم اشترك مع عزيز عيد و نجيب الريحاني في فرقة الهواة، وعندما توقف نشاط الفرقة بعد ثلاثة أسابيع من تكوينها انضم إلى فرقة سلامة حجازي، و اشترك في مسرحية أنيس الجليس التي ضحك فيها ضحكته الشهيرة لأول مرة. اتجه الفنان الكوميدي إلى القاهرة للعمل بمجال الفن، واشترك مع حسين رياض وعباس فارس ومحمد عبد القدوس، وقدموا جميعًا أكثر من عرض مسرحي على مسرح الأزبكية، ثم قرر حسن فايق إلقاء المونولوجات، وقد نجح بالفعل كمونولوجست منذ أول عمل له بعنوان "فقي القرافة" واشتهر أيضًا بمونولوج ساخر عن "الكوكايين" خاصة ان تلك المخدر بدأ ينتشر بين الأوساط المجتمعية. انطلق حسن فايق لعالم المونولوج عام 1919، وعمل كمنولوجست بالإذاعة، وعندما قامت ثورة 1919 ركز جهوده في تأليف المنولوجات و الأزجال الحماسية التي تثير الجماهير، و كان من المقربين للزعيم الراحل سعد زغلول. بدأ حسن فايق مسيرته السينمائية في عام 1938، والتي حفر من خلالها مكانة مرموقة في ذاكرة المشاهد، إذ بلغ عدد الأفلام التي شارك فيها حوالي 412 فيلماً أشهرها. وتمكن بسبب خفة دمه وضحكته الشقية فى تكوين شخصية فنية فريدة من نوعها. ازداد المرض على "حسن فايق" ، وعزل نفسه عن الدنيا، وقرر عدم خروجه من منزله لعدة سنوات، الى ان توفى فى مثل هذا اليوم عام 1980. الباشا علمنى الضحك : ذكر الفنان الراحل حسن فايق، فى احدى لقاءته القديمة، ان سر ضحكته المميزة والتى تعد الاشهر في تاريخ السينما المصرية، انه اقتبسها من أحد الباشوات الذى كان يجلس في الصفوف الأولى بالمسرح، وكان يضحك هذه الضحكة "على الفاضي والمليان"، وكان الجمهور من حوله يضحك عند سماع ضحكته، فأخذتها عنه، وبالفعل حققت نجاحا كبيرا من وراءها. "خناقة" بين حسن فايق وصديقه اسماعيل يس : غضب "فايق" من صديقه إسماعيل ياسين، الذى صفعة بطريقة شرسة على وجه فى أحد مشاهد فيلم "إجازة في جهنم"، وقد تألم حسن فايق بشدة، وهدد بالتوقف عن العمل، ولكن تدخل عز الدين ذوالفقار بمساعدة بطلة العمل سامية جمال واستيفان روستي، لاسترضاء الفنان الكبير، بعدما رحل اسماعيل يس حزينا لغضب صديقه العزيز حسن فايق. بطولتين فاشلتين : رغم المسيرة الفنية الطويلة لنجم الكوميديا البارز، الا انه لم يحصل على البطولة المطلقة إلا في عملين فنيين فقط، هما "حسن ومرقص وكوهين" عام 1954 ، والثانية من خلال "العقل والمال" مع زميله إسماعيل ياسين وكان وقتها قد تجاوز الستين من عمره، وقد لاقى العملين فشلا ذريعا. النقاد والصحافة والرأى العام يقطعون "فروة" حسن فايق : كانت المرة الاولى التى تتدخل فيها الصحافة فى حياة "فايق"، تلك الحياة التى كانت تخيم عليها السرية الشديدة، ورغم حب الجمهور له، الا ان ذلك لم يشفع له عند وسائل الاعلام، حيث لاقى هجوما وانتقادا شديدا، وذلك عندما تزوج من فتاة فى بداية العقد الثالث، وهو في الستين من عمره، اى انها تصغره بثلاثين عاماً، وتم ذلك الزواج بعد وفاة زوجته الأولى وأم أبنائه، ومما زاد من وتيرة الانتقاد للكوميديان الراحل انه تزوج قبل أن تكتمل ذكرى وفاة زوجته الأربعين. "فايق" وقتها دافع عن نفسه، قائلا، "انا رجل اعشق الحياة الأسرية، وشقيقتى جاءت لتعيش معى بعد رحيل زوجتي، وليس من المعقول أن تترك بيتها وزوجها وأسرتها للتفرغ لي، بعد زواج ابنائي، وانا احتاج الى رعاية، لذلك تزوجت، واولادى اقتنعوا بموقفى وتمنوا لى حياة سعيدة". فايق على فراش المرض : لم يمض على زواج "فايق" سنوات قليلة، حتى سقط مصاباً بالشلل النصفي، وتم نقله على الفور إلى المستشفى الإيطالي في العباسية، وكان السبب فى اصابته ب "الشلل" ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، ولم يوجد معه سوى الزوجة الثانية التى حملته فى مرضه واحاطته برعايتها. "صاحب الضحكة" يموت على شباك التذاكر : حبس نفسه داخل منزله فى منطقة مصر الجديدة، ولم يخرج سوى فى مرة واحدة، الى مسرح الريحاني، فتحامل على نفسه وذهب إلى المسرح، وجلس في شباك التذاكر يتأمل الجمهور، من بعيد، هذا الفنان الذى كثيرا ما زلزل المسرح من الضحك، ها هو يمكث حزينا، وانهمرت دموعه، وتملك منه اليأس، وزاد اكتئابه وحزنه، وازدادت حالته الصحية ضعفاً وسوءا، وكانت النتيجة الحتمية، انه تم نقله إلى مستشفى هليوبوليس، وبعد أيام قليلة داخل المستشفى، توفى وفاضت روحه في 14 من سبتمبر 1980.