محمد داغر حكاية شاب لم يرد بخاطره يوماً أنه سيصبح واحداً من أشهر مصممى الأزياء العالميين لتنتهى حياته بمذبحة مأساوية حرمته من حضور آخر عرض أزياء له، الذى كان من المقرر أن يقام غداً الخميس بدار الأوبرا المصرية. رغم حب داغر لتصميم الأزياء منذ صغره إلا أن الفرصة لم تأته إلا بعد مقابلته للفنانة الكبيرة سميرة سعيد مصادفة ، وأثناء لقائهما ، عرفت منه مدى حبه الشديد لتصميم الأزياء، وقررت أن تعطيه الفرصة ، وبالفعل طلبت منه أن يصمم لها فستانًا لإحدى حفلات "ليالي التليفزيون" التى كان التليفزيون يقدمها خلال الموسم الصيفي ، ولم يصدق داغر أن الفرصة جاءته بالفعل ،وأن فنانة بقامة وحجم سميرة سعيد ترتدى أغلب فساتينها من الخارج يمكن أن ترتدى فستانًا من صناعة يديه. وهنا قرر داغر أن يصنع لنفسه بصمة خاصة به حيث صمم لها فستانًا من قماش "الجينز" بسيط في تصميمه ويخلو تماماً من أية مظاهر للبهرجة كعادة فساتين المناسبات التى كانت ترتديها الفنانات ، ورغم أن داغر أحضر الفستان لسميرة سعيد قبل دقائق من صعودها على المسرح حتى أنها كانت من المقرر أن ترتدى فستاناً آخر إلا أنها بعد رؤيتها للفستان قررت أن ترتديه ، وبالفعل نال إعجاب جمهورها وكثير من الفنانين بها. وهنا علم داغر أنه نجح وبدأ أولى خطواته في مجال تصميم الأزياء ، حيث قام بتأجير حجرة صغيرة كانت بمثابة ورشة العمل الخاصة به، وذلك بصحبة مساعد واحد له ، ونظراً لصعوبة الظروف المالية لداغر في ذلك الوقت ، كان يحرص على تقديم أزياء توصف في مظهرها بالعالمية رغم أنه استخدم بها أبسط الخامات. وبدأت أعمال داغر تشتهر داخل الحقل الفنى ليصبح مصمم الأزياء رقم 2 بعد هانى البحيري حيث جذب فئة كبيرة من نجمات الصف الأول له ليقوم بتصميم الفساتين الخاصة بحفل افتتاح وختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولى منهم يسرا ،وليلي علوى، ونادية الجندى،داليا البحيري، ومنة شلبي، وهالة صدقي، مادلين طبر، مى عز الدين، ايمى، منة فضالى ومؤخراً هيفاء وهبى. وبمرور الوقت أصبح داغر المصمم رقم 1 حتى إنه حصل على جائزة أفضل مصمم أزياء في أسبوع الموضة في ميامي بالولايات المتحدة عام 2006، لتقوم بعدها العديد من الماركات العالمية وأشهرها dior بالاتفاق معه لتصميم أزياء كاجوال وعرضها في الأسواق العالمية. وبعد نجاحه وشهرته كمصمم أزياء ، عاد حلم الغناء يراود داغر مرة آخرى حيث إنه دارس في معهد الكونسرفاتوار، ليقدم كليبًا بعنوان "وحشتنى" والذى شاركته فيه الفنانة مى عز الدين والتى كانت تربطها به علاقة صداقة وأخوة به امتدت لسنوات طويلة. ويبدو أن القدر لم يمهل داغر للاستمتاع بنجاح آخر عروض الأزياء التى كان من المقرر أن يقدمها غداً بدار الأوبرا المصرية وهو المكان الذى اعتاد أن يقدم فيه "ديفيلاته" على مدار السنوات الماضية ، حيث جاء خبر العثور على جثته مذبوحاً داخل شقته صدمة للكثير من أصدقائه وأقاربه حتى أن البعض اعتبرها "كذبة أبريل" وأصروا على الذهاب إلى شقته للتحقق من الأمر.