مع غروب شمس الثلاثاء 5 أبريل، فقد عالم الأزياء والموضة المصمم الشاب محمد داغر، بعد أن عثرت قوات الشرطة عليه وقد فاضت روحه، والدماء تلطخ جدران بيته الكائن فى شارع البطل أحمد عبدالعزيز بمنطقة المهندسين. المشهد القاتم لمقتل داغر، أفقد عالم الأزياء فى مصر أحد أهم الأضلاع المهنة، حيث كان يصفه الخبراء بالملهم، والخيالى. اعتمد على الأحجار الكريمة الفيروز، والصدف، والعقيق وفى الصيف كان يفضل استخدام الجلود والحرير الطبيعى. «الرمادى الأصفر الأبيض الأزرق» كانت ألوان مفضلة فى أزيائه، فهى تمنح المرأة أنوثة أكثر. اتخذ من المصممين زهير مراد وايلى صعب قدوة له فى هذا العالم الخاص، وعشق المهنة بكل تفاصيلها وهمومها حتى إنه كان قبل رحيله سعى لتأسيس نقابة لمصممى الأزياء فى مصر. درس داغر الموسيقى فى معهد الكونسرفتوار قسم صوتيات، وهو ابن المؤلف الموسيقى وعازف الكمان العالمى عبده داغر، ورغم ذلك فضل العمل فى مجال الأزياء، وتعامل مع الموسيقى بمبدأ الهواية ليقدم طوال حياته أغنية وحيدة تحت عنوان «وحشتنى» وصورها بمشاركة مى عز الدين. مشواره مع الأزياء الذى لم يتجاوز 9 سنوات بدأه بالدراسة لمدة 6 أشهر بأكاديمية الموضة فى باريس، واشتهر بتصميمه فستان المطربة سميرة سعيد عام 2002، ثم تتابعت إبداعاته ليجذب ببراعته جميلات السينما، هيفاء وهبى، مى عز الدين، ويسرا، وليلى علوى، ونادية الجندى، ومنه شلبى، وداليا البحيرى، ومنة فضالى. وحاز داغر خلاله مشواره عددا من الجوائز والتكريمات محليا وعربيا وعالميا، أهمها جائزة أفضل مصمم أزياء فى أسبوع الموضة فى ميامى بالولايات المتحدةالأمريكية عام 2006، وتعاون مع كبرى الشركات والماركات العالمية مثل dior لتصميم أزياء كاجوال وعرضها فى الأسواق العالمية. ويبدو أن القدر لم يمهل داغر للاستمتاع بنجاح آخر عروض الأزياء، وتم قتله قبل أن يقدم بدار الأوبرا المصرية أحدث «عروضه»، وكان مقررا له الخميس الماضى، أى قبل يومين من مقتله.