"لا أشعر بأن قصيدة النثر في حاجة للدفاع عنها، لكنني حينما أكتبها فأنا أكتب لنفسي، ونفسي هذه تتغير وتتطور في كل حالاتها، وتختار الحرية عادة، والحرية هذه هي التي أخذت روحي إلى قصيدة النثر". هذا ما تقوله الشاعرة غادة نبيل، التي تشارك في الأسبوع الأخير من ديسمبر الجاري مع ثلاثين شاعرًا في "مؤتمر قصيدة النثر المصرية" بالقاهرة. وتستطرد صاحبة "تطريز بن لادن" و"هواء المنسيين" في حديثها ل"المقهى الثقافي": لا أشعر بمسافة بين القصيدة حين أكتبها على الورق وحين ألقيها شفاهيا في أمسية أو مهرجان، فالقصيدة هي أنا في الحالتين، وحين ألقي قصائدي وهي ما زالت مخطوطة عادة أنفعل بها حتى البكاء، تأثرا بها، وتوحدا فيها. وترى غادة نبيل أن "قصيدة النثر"، شأنها شأن غيرها، تعرف الصدق لدى المجيدين، وتعرف أيضًا الصنعة لدى المتكلفين، لكنها أكثر حرية وقدرة على التجريب مما سبقها من أنماط شعرية. وتشير غادة إلى أن قصيدة النثر عرفت التغير والتطور على مر العصور، فهناك من يختار الشكل السردي البحت تأثرا يالنموذج اللبناني في أوائله، وهؤلاء يقتربون من "القصة القصيدة" أو "القصيدة القصة". وهناك من يختار أن يكتبها في صورة "أشطر"، مثل الشكل التقليدي. وبداخل هذه القصيدة، تقول غادة، أشكال لا حصر لها من المحاولات، منها الاعتماد على المشهد، والاتكاء على لغة مفرطة البساطة، وهناك من يحاول إخفاء ملحمية قصيدته بتراكيب لغوية، والمهم هو المحتوى بالتأكيد في جميع الأحوال، والقدرة على التأثير، فهذا امتحان القصيدة الحقيقي.