وسط دموع وأوجاع الرحيل.. أقيم مساء اليوم الأحد حفل تأبين للفنانة الراحلة صباح، بكنيسة سان جوزيف بمنطقة وسط البلد، وسط حضور فني محدود، وتحت رعاية الأب فرنسيس راعي الكنيسة، والأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي. تضمن حفل التأبين عددا من الصلوات، والحديث عن الراحلة التي امتدحها الجميع بكلمات المحبة، التي حملت معها دموعا لم يستطع البعض تمالكها. كان من بين الحضور الفنانة نبيلة عبيد، التي دخلت في نوبة بكاء فور تحدثها بكلمات بسيطة لم تكمل فيها دقيقة واحدة، وبصوت واهن يصعب الاستماع له، حيث قالت: "كانت صديقة حميمة وقريبة من قلبي رغم بعد المسافات بيننا"، لتغمرها الدموع وتترك الميكروفون بعد ذلك. وليست نبيلة عبيد وحدها، بل حاولت جانو ابنة شقيقة الشحرورة التماسك بدموعها أثناء تحدثها في كلمات مقتضبة عنها، حيث قالت: صباح أبسط من كل ما يقال عنها، وأطالب الجميع عدم ترديد شائعات عنها.. وأقول لها إني أحبك حباً لو وزع على العالم سيكفي.. وسلميلى على كل أحبابي معك.. هتوحشيتى". كما ألقى الفنان سمير صبري كلمة، تحدث فيها عن التسامح الذي كان عنواناً للراحلة، مشيراً إلى أنها كانت تعشق النور والجمال، وأنها أحبت مصر ولبنان في وقت واحد، واستطاعت تقديم توازن بين البلدين وأنها كانت تعز البلدين مثل أبنائها صباح وهويدا. وأضاف صبري في حديثه، أن الراحلة عندما كانت تصل إليها الأقاويل المتعلقة بكبر سنها وارتدائها ملابس غير لائقة، كانت تقول له إنها تتغلب على ذلك بشائعات أخرى، مثلما قالت لنبيلة عبيد ذات مرة "أنها حضنت الدنيا وهى احضتنتها"، واصفاً المشاعر التي احتضنت الراحلة في جنازتها ببيروت بعد القداس بأنها لا توصف ولا تقدر بثمن، وأن كل قرية كانت واضعة لميكروفونات تقوم بإذاعة أغانيها. وقدم غازى ناصر، أحد الحضور كلمة مقتضبة عن حبه وإخلاصه للراحلة، مهدياً إياها قصيدة "الشحرورة". أما النجمة إلهام شاهين فأكدت أنها تعلمت من النجمة الكبيرة الفن الراقي، إضافة إلى الإنسانيات التي تمتعت بها في شخصيتها مشيرة إلى تسامحها الكبير الذي كان سمتها الأساسية، وأنها دائماً كانت توصيها بالتفكير في الغد ونسيان لحظات الفشل. كما أكدت شاهين أنها تعلمت من الراحلة كيفية احترامها لعملها، وأنها ستظل حية في قلوب الجميع، ومدرسة تتعلم منها الأجيال القادمة، داعية لها بأن يكون مثواها الجنة. في حين أعربت الفنانة لطيفة، عن حزنها الشديد على فراق الشحرورة مشيرة إلى أنها تركت للجميع مدرسة لبنانية شديدة الخصوصية يتعلم منها الجميع. كما ألقى الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي كلمة، أكد فيها أن أعظم أعمال الراحلة هي إنسانيتها الشديدة التي كانت تتمتع بها. جدير بالذكر أن كلا من الفنانة رولا سعد، ولطيفة، ونبيلة عبيد، وسهير رمزي، وسمير صبري، ورجاء الجداوي، وإلهام شاهين، والفنانة إيمان، والدكتور إبراهيم الكرداني، والإعلامية بوسي شلبي، والفنان أحمد عبد الوارث كانوا أبرز الحضور. وقد أقيم دفتر عزاء للشحرورة دون فيه الحضور كلماتهم التي رثوها بها، ومن المقرر أن يوجد هذا الدفتر في العام المقبل خلال الذكرى الأولى لها. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :